نشرت «واشنطن بوست» تقريرا تحت عنوان «جماعات اللوبي تتحفز مع قرب التوصل لصفقة مع إيران» الأسبوع الماضي.. يشير إلى أن المجموعات المعارضة والمؤيدة زاد نشاطها، مع قرب الموعد المقرر للتوصل إلى اتفاق، واتسعت اتصالاتها من أجل التأثير على نتائج المباحثات وعلى ردود فعل الرأي العام والمؤسسات التشريعية.. وفي هذا السياق قال مسؤول اللجنة الأمريكية الإسرائيلية «الإيباك»: إن اللجنة تنظم حملة تعبئة رئيسية ضد الاتفاق، ويساندها في معارضته «لجنة اليهود الأمريكية»، ومراكز الأبحاث الأكثر ميلا إلى الجمهوريين وجماعات يمينية أخرى.. وعلى الجانب الآخر تقود منظمة «جي ستريت» اليهودية الليبرالية، (ليبرالية وتؤيد إيران!!) حملة مؤيدة للاتفاق تساند جهود طاقم البيت الأبيض الذي يحاول أن يجمع «النقائض»: التوصل إلى الاتفاق مع إيران دون أن يغضب اليهود وإسرائيل..!. وفي ميدان المنافسة تدعي «إيباك» و«جي ستريت» أن نشاطهما وجهودهما محل رضا وتأييد اليهود.. (وهذا غير مستغرب، فقد عرف عنهم توزيع الأدوار واللعب مع المتصارعين وحتى المتحاربين لضمان تأييد المنتصر.. هذه سياسة يهودية قديمة تعلموها منذ مئات السنين وكانت إحدى وسائل إنقاذ أرواحهم وأموالهم من حكام أوروبا الذين كانوا يسومونهم سوء العذاب.. و«السر» في هذه اللعبة هو التزام الجميع بالمصلحة اليهودية العليا حتى وإن اختلفت الاجتهادات وتباينت الآراء والمواقف).. وكشفت «جي ستريت» عن نتائج استطلاع أجرته الأسبوع الماضي أن 59 % من يهود أمريكا يؤيدون الاتفاق مع إيران حول برنامجها النووي، وهو أمر لافت يذكر بما يتسرب عن قوة اللوبي الإيراني في الولاياتالمتحدة.. هذا هو المشهد في أروقة مجموعات الضغط اليهودية وموقفها من محادثات البرنامج النووي، في حين تنظر الإدارة الأمريكية إلى اليوم الثلاثين من هذا الشهر باعتباره خط النهاية الذي تريده نهاية لهذا السباق وتجند له كل وسائل الضغط، لكن هناك مؤشرات إلى أن تمديد الفترة هو الاحتمال الغالب. وفي هذا السياق يرى توماس بيكرنج الدبلوماسي الأمريكي السابق، الذي التقى أعضاء الكونجرس عدة مرات لحشد التأييد للاتفاق، أنه «من غير المحتمل التوصل إلى اتفاق بحلول 30 يونيو الجاري».. وقال حسين موسافيان المفاوض النووي الإيراني السابق لصحيفة طهران تايمز: «إن المباحثات قد يتم تمديدها لمدة شهر أو شهرين إضافيين، وإن من المفيد للمفاوضين، على المدى البعيد، أن يأخذوا الوقت الكافي لاستكمال الملاحق المعقدة التي ستوضح تفاصيل الاتفاق».. وهكذا يبدو المسرح: أمريكا «الشيطان الأكبر»، تقف بجوار إيران «الأشرار مثيري الشغب والكراهية في العالم» وأجهزة الإعلام ومجموعات الضغط والمؤسسات التشريعية تهيئ الرأي العام الأمريكي والعالمي لقبول الاتفاق، الذي سيكون مرحلة جديدة في تاريخ العلاقات بين واشنطنوطهران وستنعكس آثاره بكل أبعادها على المنطقة والأمن والاستقرار الإقليمي. هذه المسرحية «الميلودراما» سيكون لها ما بعدها إذا بقي أهل المنطقة مكتفين بدور الجمهور.