لطالما شدد الدكتور عبد العزيز الخويطر على أهمية التقييد والتدوين والتسجيل والكتابة، فهو ينصح كل من عنده تجربة تستحق أن تروى أن يخطها بالقلم كي تبقى للأجيال من بعده. شعاره رحمه الله «أكتب أكتب أكتب»، فإنك سوف تموت وتموت أفكارك وتجاربك ونظراتك للحياة، وقد ترك د. الخويطر وراءه 96 كتابا ألفها في حياته المديدة. وقد أحسن أخي الأستاذ حمد بن عبد الله القاضي الذي كتب سيرة حياة الدكتور عبدالعزيز الخويطر في نحو 190 صفحة من القطع المتوسط نشرته دار القمرين للنشر والتوزيع بعنوان : ( د. عبد العزيز الخويطر وسم على ِأديم النزاهة والوطن )، وأورد الأستاذ حمد في مقدمة الكتاب الحديث الشريف .. قال صلى الله عليه وسلم : «سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته : من علم علما، أو أجرى نهرا، أو حفر بئرا، أو غرس نخلا، أو بنى مسجدا، أو ورث مصحفا، أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته». عمل عبد العزيز الخويطر مع أربعة ملوك هم : فيصل، وخالد، وفهد، وعبد الله، أبناء الملك عبدالعزيز آل سعود رحم الله الجميع. وقد عمل والده مع الملك عبد العزيز، وكان الدكتور عبدالعزيز صارما جدا في كافة المناصب التي تولاها حتى ليخيل إلى من يتعامل معه أنه معقد وبيروقراطي تزيده الصلافة صلابة، وهو في حقيقته غير ذلك. حتى لقد قال عنه تركي الدخيل : إن الذين توقعوا أن يظهر د. الخويطر في برنامج تلفزيوني (إضاءات) نسوا أنهم يتعاملون مع بئر الأسرار. لقد تولى الفقيد عبد العزيز الخويطر وزارة الصحة في عهد الملك فيصل، ثم وزارة المعارف مدة 22 سنة، ثم عين مستشارا بالديوان الملكي حتى بلغ 90 سنة من العمر، وكان يتفاوض في كثير من المهام باسم المملكة العربية السعودية وعرفه زعماء الدول العربية عن قرب من قابوس إلى صدام حسين إلى عمر البشير. كما كان رئيس اللجنة العامة لمجلس الوزراء. ولقد قال الأستاذ حمد القاضي في رسالة إلي إن هدفه من تأليف هذا الكتاب أن يكون لمسة وفاء للفقيد الراحل د.عبدالعزيز الخويطر بما يحفز على الدعاء له فضلا عن أن يكون هذا الرمز قدوة للأجيال بأمانته ونزاهته وتعففه. حفل الكتاب بصور عديدة للدكتور الخويطر ومقالات رثاء لنحو خمسين كاتبا عددوا مآثر الفقيد الراحل. شكرا للأستاذ حمد القاضي على إهدائه، ورحم الله الدكتور عبد العزيز الخويطر.. السطر الأخير : من معشرٍ سنت لهم آباؤهم ولكل قوم سنة وإمامها.