حبكت مصانع البرازيل نجوما بالجملة في العقود الماضية على غرار بيليه وجارينشيا وجيرزينيو وزيكو ورونالدو ورونالدينيو، لكن المنتخب الذهبي الحالي يمكن اختصاره بنجومية مهاجمه الفذ نيمار. صاحب العرف الممشوق والنظرة الثاقبة سيكون مركز الثقل في تشكيلة البرازيل التي تخوض كوباأمريكا في تشيلي بين 11 يونيو الحالي و4 يوليو المقبل. المدرب دونغا الذي قاد «سيليساو» إلى لقب مونديال 1994، إلى جانب كافو وروماريو وبيبيتو ورونالدو، سيسعى قدر الإمكان إلى الاستفادة من سرعة، رشاقة ومراوغات الشاب البالغ 23 عاما، والقادر على الرقص بين المدافعين وإذلالهم قبل زرع الكرة غالبا في زوايا حراس المرمى. تقنية قاتلة ممزوجة بروحية قائد اكتسبها في العهد الجديد لدونغا، ففي 62 مباراة بألوان القميص الصفراء سجل نيمار 43 هدفا. بعد موسم أول صحيح مع برشلونة الإسباني، انفجرت طاقة نيمار (23 عاما) في الثاني، وكان صاحب الحرف «إن» ضمن الثلاثي «إم إس إن»، إلى جانب الأرجنتيني الخارق ليونيل ميسي والأوروجوياني لويس سواريز، فكسر حاجز التوقعات بثلاثية تاريخية في دوري أبطال أوروبا والدوري والكأس المحليين. برغم ذلك، يملك نيمار قابلية فطرية بالسقوط داخل المنطقة لاختراع ركلات جزاء، ورغبة بتطبيق «جوغو بونيتو» البرازيلية وصلت إلى حد انتقاد مدربه لويس أنريكي له بعد نهائي مسابقة كأس إسبانيا. يقول نيمار: «يمكنكم أن تغضبوا لكن هذا أسلوب لعبي وأقوم به منذ سنوات. لن أغيره بسبب انزعاج البعض». يؤكد لويس أنريكي: «في البرازيل هذا أمر عادي ويجب أن نتفهم السياق. لا يقوم بذلك من أجل إذلال الخصم، من الصعب شرح هذا الأمر لمن يخسر لكن سنحاول السيطرة عليه». في المقابل، يملك نيمار الضوء الأخضر مع منتخب البرازيل ليقوم بما يشاء. لم يكن أحد يتخيل أن كسرا في فقرة ظهره، سيبعده عن فضيحة الفضائح لبلاده في نصف نهائي المونديال عندما انهزمت أمام ألمانيا 7-1. وصل نيمار إلى مونديال 2014 حاملا آمال البرازيل على كتفيه، مع حلم انتزاع اللقب السادس على أرضه للثأر من خسارة الأوروجواي في 1950. حلم تبخر في بيلو هوريزونتي بعد تقدم ألمانيا بخماسية تاريخية في أول 26 دقيقة، لكن من دون نيمار الناجي من الانتقادات اللاذعة التي دمرت فريق المدرب العنيد لويز فيليبي سكولاري. أصبح نيمار معبود الجماهير داخل وخارج أرض الملعب. أطفال ومراهقون يرغبون بقصة نيمار لدى مصففي الشعر، ويرتدون الملابس على غرار قدوتهم، فيما تصيح الشابات بطريقة هستيرية لدى مروره من أمامهن. وإذا كان هناك من شبه بين نيمار والأسطورة بيليه، فضلا عن نجوميتهما في نادي سانتوس، فهو تعاملهما المحبوب مع الكاميرا وتذوق الإعلانات التجارية، فلم يتردد في الظهور نصف عاريا في أحد إعلانات الملابس الداخلية. اكتشف نيمار في دورة مدرسية ووقع عقده الأول بعمر الثالثة عشرة: 140 ألف دولار أنفق أهله عشرها لكنيسة خمسينية من الحركة البروتستانتية.