لم تتوقع أم محمد أن استدانتها لتزويج أبنائها وتكفلها بتأثيث منازلهم ستدخلها في حلقة مفرغة من الديون قد تودي بها خلف القضبان، بعد أن فصلت من الوظيفة التي كانت تعتمد على راتبها في الوفاء بما عليها من دين. وقالت: «تكفلت بزواج أبنائي بالدين معتمدة على راتب من عملي في إحدى الشركات، التي فصلتني مؤخرا مع عدد من الموظفات، بدعوى أني لا أحمل شهادة تعليمية، وتقدمي في السن، بعد أن تجاوزت الخمسين»، مشيرة إلى أنها لم تجد أي وظيفة وأصبحت تحت طائلة الديون. وأضافت أم محمد: «لم يعد يهنأ لي النوم بالليل ولا راحة بال في النهار وأصبحت مطالبة بالديون من عدد من الشركات لبيع الأدوات الكهربائية والتأثيثية وغيرها ولا معين لي في هذه الأزمة، فكل واحد من أبنائي بالكاد ينفق على أسرته، وزوجي طاعن في السن، ومتقاعد براتب شهري لا يزيد على ألفي ريال، لا تفي بحاجة زوجاته الثلاث وأبنائه الذين تجاوزوا العشرين». ولم تقف معاناة أم محمد عند هذا الحد، فهي تعاني من العديد من الأمراض المزمنة، مثل الضغط والسكري، وتخشى أن تتدهور صحتها نتيجة القلق الذي ينتابها إثر الديون المتراكمة.