مما تفخر به بلادنا التي كان أول ما هبط الوحي فيها من رب العباد على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أنها ملتزمة بما جاء في كتاب الله الكريم، وسنة نبيه سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام. ولقد كان يوم الأربعاء الماضي 17/8/1436ه يوما مشرقا إذ خاطب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – كبار المسؤولين والمهتمين بمكافحة الفساد لدى استقباله لهم رعاه الله بقصر السلام بجدة بقوله : بسم الله الرحمن الرحيم، أيها الإخوة والأبناء، أنا سعيد أن أكون هذا اليوم بينكم لنلتقي على مكافحة الفساد، والحمد لله أن هناك إجماعا في هذه البلاد على مكافحة الفساد، وأكبر مكافح للفساد هو كتاب الله وسنة رسوله، هي لا تقبل فسادا على أحد ولا ترضاه على أحد. ثم أقول لكم بكل صراحة إن هذه الدولة التي قامت على الكتاب والسنة، الأولى كانت محمد بن سعود، والثانية كانت تركي بن عبدالله، والثالثة قامت على يد والدنا عبدالعزيز رحمهم الله، وبعده أبناؤه سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله، وأولياء العهود سلطان ونايف، قامت على أسس الكتاب والسنة، الدولة هذه قامت على العقيدة وأكبر محارب للفساد هو تطبيق الشريعة الإسلامية. ثم يضرب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز المثل الشاهد على ما تحدث به بقوله : «ثم أقول الآن يوجد في بعض الدول الأخرى ملوك الدول أو رؤساؤها لهم حصانة عن الدعاوى، هنا يستطيع أي مواطن أن يرفع قضية على الملك أو ولي عهده أو أي فرد من أفراد الأسرة وأعطيكم مثالا على هذا، الملك عبدالعزيز صار بينه وبين واحد قضية، وقال أبي الشرع، راح هو وياه للشيخ سعد بن عتيق والشيخ سعد بن عتيق كان هو قاضي الرياض آنذاك، يوم دخلوا قال ماذا فيه جايين مسيرين، قالوا عندنا قضية، قال اقعدوا في المجبب والمجبب هو مدخل البيت، يوم خلص بينهم قال عاد الحين نطلع للقهوه في الديوانية هنا نعطيك المثال عن تطبيق الشريعة، ومع هذا كله الملك عبدالعزيز صار له الحق وتنازل للمدعي عليه، الآن يستطيع أي مواطن في بلدنا يرفع قضية ضد الملك أو ولي العهد أو أي فرد من أفراد الأسرة». أرأيتم كيف جلس الملك عبدالعزيز آل سعود – تغمده الله برحمته – أمام القاضي مع خصمه سواء بسواء .. ومن ثم تناول القهوة في الديوانية ثم تنازل عندها عن خصمه عندما صدر الحكم لصالحه. رحم الله الملك عبد العزيز مؤسس هذا الكيان الكبير الذي ننعم فيه بالأمن والاستقرار الذي نعيشه.. وإلى الغد لنواصل الحديث عن عدالة الحكم السعودي.. السطر الأخير : العدل أساس الملك.