عاشت أم سالم 50 عاما من عمرها في الألم والمعاناة، إذ مرت بست زيجات لم يكتب لها النجاح، بدأتها وهي في ال15 من عمرها، رزقت خلال بست بنات، وفضلت أن تكني نفسها بأم سالم، على الرغم من أنها لم ترزق بمولود ذكر، وانتهى بها المطاف في مصحة نفسية بعد أن بلغت 65 عاما. وترى أم سالم أنها ضحية اليتم، بوفاة والدها وهي طفلة، فتولت أمها رعايتها، وكانت لا تتردد في قبول كل من يتقدم لابنتها لتتخلص من العبء الذي تلقيه عليها، ما أدى إلى زواجها ست مرات، وكانت بين زيجة وأخرى تعود لأمها لتزاول معها البيع في مسقط رأسها المدينةالمنورة على الرغم من قسوة التجربة. وبينت أم سالم أنها تنقلت في العديد من مناطق المملكة مع أزواجها، وعاشت طيلة الفترة في البحث عن بناتها من أزواجها السابقين، ما أرهقها وأنهكها نفسيا وماديا. وذكرت أنه بعد وفاة والدتها رحمها الله، حضر إليها أخوها وفرحت به، إلا أنها سرعان ما اكتشفت أنه جاء لبيع منزلهم المتهالك، وكان له ذلك بمبلغ زهيد، وسافرت معه إلى منطقة بعيدة، مشيرة إلى أن خلافها مع زوجته، دفعته ليعيدها إلى المدينةالمنورة ويستأجر لها مسكنا فيها. وأفادت أنه سكنت فيما بعد مع ابنتها وزوجها لمدة 15 عاما ووجدت الرعاية منهما، إلا أنه زاد عليها المرض النفسي وأصبحت تتحدث مع نفسها بصوت عال وأحيانا تحاول الاعتداء على أحفادها، إلى أن جرى تنويمها في مستشفى الصحة النفسية، وغادرته بعد تماثلها للشفاء، وتعيش حاليا في مسكن مستأجر بمفردها في ظروف قاسية، متمنية أن تلتفت لها الجهات المختصة بعد أن بلغت من الكبر عتيا.