الأخ الأكبر يعترف: سلوك أخواتي عدواني ومثبت في الشرطة اعترف الأخ الأكبر للفتيات الخمس اللاتي قتلن أخاهن، وفصلن رأسه عن جسده في حفر الباطن، الأسبوع الماضي، أن الجانيات يعانين من أمراض نفسية، سبق أن أبلغ بها الجهات الأمنية بعد اعتداء سابق منهن ضد والدتهن. وأكد أن أخواته الخمس بدا عليهن السلوك العدواني قبل فترة؛ الأمر الذي دعاه لمطالبة الأجهزة المختصة وقتها لإيداعهن المصحة النفسية، وهو ما يدعوه الآن للتأكيد على مطالبته بالكشف عليهن للتعرف على مدى إدراكهن للتصرفات: "لأن من يقوم بتلك الجريمة ليس إنساناً سوياً، فما بالك بفتيات أكبرهن لم يتعد عمرها 22 عاماً"، كاشفاً أن السلوك العدواني الذي برز في شخصياتهن، بدأ في رمضان الماضي: شعرت بظهور علامات الغضب والتعصب عليهن, لدوافع غير منطقية، وأصبحن مصابات بالخشونة, ولا يتحدثن إلا عن الأسلحة, وكل وقت يقمن بالتعدي بالضرب على والدتي, خاصة الأخت الكبرى, وعندها لم أتمالك نفسي وتقدمت بشكوى رسمية في شرطة الرس، وأكدت أن أخواتي مريضات نفسياً, مطالباً بإحالتهن لمصحة نفسية أو القبض عليهن، مبيناً أن هذا الأمر لم يؤخذ وقتها بعين الجدية. وفيما نفى الأخ الأكبر أن يكون أخوه من أمه الضحية، مدمناً للمخدرات، كما روجت إحدى أخواته الجانيات، بين أن القتيل سبق أن تعرض من إحداهن لحادثة اعتداء بعد مشاجرة في خلاف عائلي بسيط، حيث تعدى عليها بضربها على عينيها، فبادرت بشج رأسه ب ماسورة؛ ما نجم عنها اعتلالات في قواه العقلية، جعلته يلازم مستشفى الصحة النفسية شهرين، ولم تكتف شقيقته بذلك فروجت ادعاءً بأن أخاها مدمن مخدرات, وبعد فحصه بالمستشفى اتضح أنه لا يتعاطى السموم، بل اتضح أنها تقول شيئاً لا تعيه. كما دحض اتهامات أخته الكبرى التي نقلتها لوسائل الإعلام، بعد جريمة القتل، بأن القتيل كان يتحرش بها، مؤكداً أنه: كان معتدلاً، لكن نزعة العنف لدى أخواته دفعتهن لهذا الحديث ضد أخيهن القتيل. وروى تفاصيل ليلة الحادثة قائلاً: غادر أخي من أمي (18 سنة)، بريدة بعد زيارته أعمامه وأقاربه، متوجهاً لحفر الباطن, ذاهباً لوالدتي للسلام عليها حسب المكالمة الأخيرة التي دارت بيننا، وفور وصوله كان منهكاً من السفر وفضل النوم في الدور العلوي في المنزل؛ لأن أخواته هددنه أكثر من مرة بالقتل والانتقام, وكأنه يعلم بأن تلك الليلة هي آخر ليلة يقضيها في الدنيا, وما إن علمت أخواته بأنه نائم صعدن إليه وأقدمن على قتله وضربه بالسواطير وأسلحة بيضاء في منطقة الصدر حتى لفظ أنفاسه الأخيرة. لكن الأخ الأكبر الذي يسكن في مدينة بريدة، راح يسرد تفاصيل اعتبرها مريرة في حياة أخواته، حيث عشن مرارة البؤس والشقاء والإهمال - على حد وصفه -؛ الأمر الذي أثر في شخصياتهن، فأصبحن عنيفات وكثيرات التعدي على والدتهن بالضرب والشتم, آخرها اعتداؤهن عليها العام الماضي؛ ما استدعى نقلها لمستشفى الرس العام، لكنهن وبقية أخواتهن تجرَّعن صنوف الويل مع والدتهن التي أخذت تندب حظها، حتى وقعت الكارثة المأساوية التي لم تتصورها, فأصبحت أمي تارة تبكي وتارة تسمع نحيبها وآهاتها وحشرجات صدرها ولا يهدئها إلا المسكنات النفسية. وناشد بالنظر في ظروف والدته المسنة التي تكالبت عليها الظروف: فبناتها الخمس يقبعن خلف القضبان, في جريمة ارتكبنها ربما بلا شعور, فيما الأختان الأخريان اللتان يسكنان معه في منزله ببريدة بدت عليهما أيضاً علامات السلوك العدواني، مطالباً بالوصاية عليهما للتمكن من معالجتهما. وروى مواقف محزنة مرت بها الأسرة الصغيرة, التي بدأت حياتها بالترحال في الصحراء كحياة البدوي البسيطة في معيشتها، ثم الاستقرار، مبيناً أن والدته مطلَّقة من أبيه, وكانت تعيش مع زوجها والد الفتيات" متنقلاً بين كثبان الرمال, وألحت عليه أن يعود لسكنه الأول وهو بيت خشبي بالقرب من محافظة الرس, فعادوا هناك, ولكن تزوج والدهن في حفر الباطن وعاش هناك: "فتحملت أنا المسؤولية تجاه والدتي المسنة وأخواتي السبعة, وقمت باستئجار منزل لهنَّ في الرس وكانت حياتهن طبيعية، ومكثن قرابة الست سنوات وأنا أقوم بزيارتهن بين الحين والآخر, وأنفق عليهن رغم بساطة ظروفي وأنا غير موظف. وتابع: حاولت نقلهنَّ لوالدهنَّ في حفر الباطن؛ نظراً لأنني تقدمت لوظيفة, وربما تكون في مكان بعيد عنهن, وأريد أن يبقين قريباً من أبيهن, وهاتفته أكثر من مرة حول ظروفهن القاهرة وفترة المراهقة التي يعشنها, وطلبت منه أن يتنبه حتى لا يقع مكروه, وعرضت عليه أن أستأجر منزلاً لهن هناك على حسابي بجوار سكنه, فوافق، ونقلهن إلى حفر الباطن، إلا أنه بعد النقل تزايدت الضغوط علي، وأنا أكبر أبناء والدتي المطلقة. وبين أن إحدى أخواته تم تزويجها وعمرها لم يتجاوز ال 12 عاماً، برجل مسن، فترملت بعد زواجها بسنة وهي في طفولتها لا تعرف الزواج.