براءة الطفولة حضرت في مجزرة القديح، فقد أحدثت شهادة الطفل حيدر المقيلي ذي الأعوام الستة ردة فعل بريئة. وتساءلت زينب علي الهاني ذات العشرة أعوام وهي تحاول أن تخفي دموعها عن والدتها دون جدوى: «أمي لماذا يقتل هذا الطفل؟ أخلت القلوب من الإنسانية». وشكلت الهاني برفقة مجموعة من قرنائها حلقة قرآنية للمشاركة في تلاوة آيات وإهدائها لأرواح الشهداء. وأبدى الطفل علي حاتم ذو العاشرة أمله بمرافقة الشهداء الذين رحلوا في ظهيرة الجمعة قائلا: الشهداء في الجنة أريد أن أكون مثل حيدر. وأخذت زهراء محمد ذات الثلاث سنين في البكاء ما إن شاهدت جدتها تبكي حيدرا. الجدير بالذكر أن حيدر البالغ من العمر 6 سنوات، تطايرت أجزاء جسمه الغض جراء التفجير الإرهابي الجبان الذي ارتكبه أحد الإرهابين، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة في مستشفى القطيف المركزي بعد نقله لتلقي العلاج. ولم يستطع جسمه الضعيف مقاومة النزف الكبير في جسده، حيث سلمت روحه إلى خالقها ليكون أصغر شهيد يسقط في أحد بيوت الله.