رأى الناقد الدكتور سعيد السريحي أن اللغة ليست لها حقيقة كونها قائمة على التقدير، وعد محاولة ابن مالك والنحاة معالجة لضعف اللغة وتصحيحه، معتبرا أن الجملة لا يكتمل معناها إلا بترابطها، ولهذا شبهت بالكلمة. وأثار السريحي الجدل عند طرحه ورقته في الحلقة النقدية بنادي جدة الأدبي، البارحة الأولى، التي تناول فيها دلالة الكلمة وهل تدل على المفردة أم الجملة، حيث يقول «أعد الشراح شطر بيت ابن مالك في ألفيته (وكلمة بها كلام قد يؤم) داء لا شفاء منه»، وعلل الدكتور السريحي السبب في ذلك بتجاوز ابن مالك في شطر بيته هذا لما توافق عليه النحاة بأخذ الكلمة أنها مفردة. وقال السريحي: «الذين تحدثوا عن سيرة العالم الجليل ابن القيم أنه كان على ما له من علم وفضل إذا تحدث في النحو أتى بالعجائب، ويوم أن حاججه أحد مناقشيه بما ذهب إليه سيبويه لم يجد ابن القيم حجة إلا أن هتف بمناقشه وهل كان سيبويه هذا نبيا؟، وقد اتخذت من ابن القيم إماما مطمئنا إلى أنكم لن تعدموا في هذه الورقة كثيرا من العجائب التي تهون عندها عجائب ابن القيم». وأضاف: «الكلمة في القرآن والحديث وكلام العرب لا ترد إلا بمعنى الجملة، ولكنها عند النحاة أصبحت تدل على المفردة، مما يعطينا تفسيرا أن النحاة تواطأوا على تناسي هذا الأصل». وذهب السريحي إلى أن النحاة زعموا في دلالتهم على الكلمة بالمفردة أنها الحقيقة، وأن دلالتها على الجملة هي المجاز، وراحوا يبحثون عن هذا المجاز، فقالوا إنه دلالة الجزء على الكل، غافلين عن كيف يكون مجازا بينما الكلمة عندهم بمعنى المفردة، وكيف للمجاز أن يسبق الحقيقة، وكيف لهم أن يحملوا قول العرب مجازا وقد سبقوهم إلى ذلك.