أكدت رئيسة مكتب التدريب التقني بالمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بدرية راشد حمد الزير أن غالب العاملات في قطاع تدريب البنات من السعوديات وبلغت نسبتهن أكثر من 98%، نافية ما تردد عن غلبة الوافدات في الحقل التدريبي، مشيرة إلى أن عمليات التوطين في بعض التخصصات تسير وفق الخطط المتبعة وأن المتعاقدات تنحصر مهامهن في مجالي التجميل وهندسة الحاسوب لندرة هذه الأقسام في الجامعات. وأضافت في حوار مع (عكاظ) أن لا مباني مستأجرة للكليات وكلها حكومية مميزة باستثناء حالتين، معلنة عدم النية حاليا في افتتاح كليات جديدة والتوسع في كليات التميز. وزادت أن حجم الضغوطات قل كثيرا بعد خمس سنوات من العمل المثابر والمتواصل. يتردد أن الغلبة في الكليات التقنية لغير السعوديات.. ما صحة هذا الاتهام؟ - يبلغ تعداد العاملات في قطاع تدريب البنات 1057 موظفة، بينهن 707 مدربات و252 إدارية. ونسبة السعوديات في الكليات التقنية للبنات بلغت أكثر من 98% ولله الحمد وتبقت لدينا نسبة ضئيلة لا تصل إلى 2% في تخصص التجميل، لأن هذا التخصص كما تعلمون لا توجد أي جامعة سعودية تدرسه، وكذلك هندسة الحاسب الآلي. إذن ما خطتكم لتوطين هذه الوظائف؟ - عملنا على سد احتياج الكليات في تخصص التجميل بعد تخريج أول دفعة وتم تعيين المتميزات وفق بنود المسابقة الوظيفية، كما نظمنا لهن برنامجا تأهيليا لمدة فصلين تدريبيين، الأول كلفت بمهام مساعد مدرب للاطلاع على مهام التدريب والتعرف عليه، والفصل الثاني تم تقديم برنامج تدريبي في مهارات التدريب على مدى أسبوعين. وبعدها تم تقديم برنامج تخصصي لهن في مجال مهارات التجميل وطرق تدريبها مع جهة دولية في كلية (رد كير) البريطانية. والدفعة الثانية خضعت لبرنامج خارجي لهن في فرنسا. أما المرحلة الثانية فتم تأهيلهن عن طريق برنامج خادم الحرمين لابتعاث المدربين التقنيين وتم التركيز على خريجات الدعم الفني لسد الاحتياج من تخصص هندسة الحاسب وكذلك التجميل وتصميم الأزياء وتم توظيف العديد من الخريجات من البرنامج. لا مباني مستأجرة لكن هذه النقلة لم تواكبها نقلة عمرانية في المقرات، خصوصا أن أغلبها مستأجرة؟ - كل الكليات مبانيها مقرات حكومية دائمة، ما عدا كليتي عرعر والخرج فهما مستأجرتان. والمقرات في الأصل كانت مواقع لمعاهد تدريب البنين وأغلبها تم استلامها جديدة وبعضها أعيد تأهيلها، والمؤسسة وضعت في خطتها إنشاء مقرات خاصة بكليات البنات وتم استلام أول ثلاث كليات في حائل وتبوك وحفر الباطن. لا كليات إضافية يبدو أن لديكم خططا لإنشاء وافتتاح كليات جديدة؟ - ليس هناك خطط حالية، وكانت آخر كلية تم افتتاحها هي كلية الرس، وحاليا خطة المؤسسة التوسع في افتتاح 18 كلية تميز للبنات. وما طبيعة علاقة إدارتكم بكليات التميز؟ - لا علاقة مباشرة بهم، نحن نقوم بتعريف المجتمع بهذه الكليات ونجيب على أسئلة الجمهور، أما بالنسبة للإشراف فإن الشركة السعودية للمقاييس والمهارات تعد حاليا فريق عمل للمراجعة المؤسسية بهدف ضبط الجودة للوحدات التدريبية التابعة للمؤسسة ومن ضمنها كليات التميز والفريق يضم عددا من مسؤولات الجودة. متى شعرتم أن قطاع تدريب البنات تجاوز مرحلة نقص البدايات وأصبح قادرا على الوقوف على قدميه بشكل مستقل عن الاستعانة بما هو موجود لدى قطاع البنين؟ - بعد خمس سنوات من انطلاق المشروع بدأنا نشعر أن حجم الضغوط قد خف لدينا وأصبح لدينا خطة عمل واضحة لافتتاح وتشغيل أي كلية. وأصبح لدينا حقيبة متكاملة لإنشاء كلية تحتوي احتياج الوظائف التدريبية والإدارية والأدلة الإجرائية. ولوحظ ذلك في انتقال مهامنا من التأسيس إلى التطوير والإبداع. كيف يتم اختيار عميدات الكليات والقيادات بشكل عام؟ - بعض الكليات في المرحلة الأولى يتم استقطاب قياداتها إما من الجامعات أو التعليم العام، وتتم مقابلة المتقدمات ويطلب منهن خطط عمل خاضعة للمناقشة وفي الكليات الأخرى يتم اختيارهن من الكادر التدريبي. القيادات هل تتطور إمكانياتها؟ - لدينا برامج داخلية وخارجية، تشمل اللقاءات السنوية وبرامج خاصة حسب الاحتياجات داخليا، أما خارجيا فنرفع بها للإدارة العامة للموارد البشرية بعد اقتراح البرنامج ومكانه وجهته، ونفذنا نحو خمسة برامج تطويرية خارجية في كل من ماليزيا اثنين، وكوريا، وبريطانيا واستفاد منها أكثر من 130 قيادية. الترشيح بحيادية تامة المرشحات هل يتم اختيارهن بواسطة القيادات الحالية أم من المرشحات أنفسهن؟ - الترشيح يكون عن طريق التقديم من قبل من ترغب في شغل المنصب القيادي ممن تنطبق عليها الشروط، حتى يتسم بالحيادية ودون تأثير العامل الشخصي فيه، ونحن في قطاع تدريب البنات لدينا آلية لترشيح القيادات، بحيث أن الموظفة الراغبة في القيادة هي من تتقدم للترشح على الوظائف الإشرافية. طبعا تأخرنا في تطبيق الآلية لمدة ثماني سنوات بسبب قلة الكوادر وعدم وجود منافسة في المؤهلات أو الخبرات، والحقيقة أن الآلية الجديدة أوجدت نوعا من الرضا لدى المنسوبات في هذه الكليات. هل استعنتم بأي بيوت خبرة فيما يتعلق بتصميم الحقائب التدريبية؟ - أعددنا استبيانات شاركت فيها الغرف التجارية وأكثر من 160 جهة عمل على مستوى المملكة، كما شارك معنا معهد (كريدج) الفرنسي كجهة استشارية لتقييم الخطط التي أنجزناها وتقييم المعايير الوطنية، بالإضافة إلى تعاوننا مع الوكالة الألمانية لتطوير المعايير المهنية، وأخيرا مع الشركة السعودية للمقاييس والمهارات السعودية لاعتماد تصنيف المؤهلات الوطنية. حدثينا عن المهارات الإضافية غير التخصصية التي حرصتم على إدراجها في الخطط الجديدة؟ - هناك العديد من المهارات غير التخصصية التي تم تطويرها، مثل دعم برامج اللغة الإنجليزية وتطوير محتوى السلوك الوظيفي ومهارات الاتصال وإضافة مقرر مهارات البحث أيضا إضافة مقرر (كاب 1 وكاب 2) وهو: تعرف على عالم الأعمال. وهو معتمد من منظمة العمل الدولية وذلك لتأهيل الرياديات في سوق العمل في المهن التي يتدربن عليها. البعض يردد أن معظم البرامج نظرية، فما حقيقة البرامج في الكليات التقنية للبنات؟ - تقدم سبعة برامج هي تقنية الحاسب الآلي: تخصص الدعم الفني، التقنية الإدارية: تخصص المحاسبة وتخصص الإدارة المكتبية، تقنية الخياطة وإنتاج الملابس، مسار تصميم الأزياء، ومسار الخياطة وإنتاج الملابس، تقنية التجميل النسائي، مسار عناية وتجميل البشرة، ومسار عناية وتسريح الشعر. نعم هناك عجز ماذا عن حركة سد الاحتياج الموجودة لدى قطاع البنين، هل لديكم حركة مشابهة؟ - نعم لدينا حركة مماثلة، وهي تتم بعد حصر الاحتياج الذي قد لا يكون كبيرا بسبب وجود شبه حالة استقرار في القطاع. ما صحة وجود عجز في المدربات؟ - نعم.. هناك عجز محدود وأغلب العجز نشأ بسبب الحراك الناشئ عن الإيفاد والابتعاث، وسيتم العمل على سده من خلال مسابقة وظيفية ستعلن بعد إعلان حركة سد الاحتياج. مخرجات سوق العمل هل لديكم أي دراسة أو وسيلة لقياس مدى ملاءمة مخرجات قطاع تدريب البنات لاحتياجات سوق العمل؟ - هناك دراسة أشرفت عليها إدارة البحوث والدراسات المهنية العام الماضي لقياس مدى ملاءمة مخرجات الكليات عموما للبنين والبنات لاحتياجات سوق العمل، ولا تزال نتائجها في المراحل الأخيرة وستنشر قريبا. ومع ذلك تبقى فرص عمل المرأة محدودة؟ - يحرص قطاع البنات بالمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني على دراسة احتياج سوق العمل النسائي وتحديث البرامج والمؤهلات المطلوبة، ووفق آخر المستجدات في هذا الشأن فإن القطاع يدعم زيادة الفرص وافتتاح تخصصات جديدة، مثل تقنية تصميم وصياغة الذهب والمجوهرات، تقنية الوسائط المتعددة ورسومات الويب وغيرها. مشوار طويل في التربية والتدريب بدرية راشد حمد الزير قيادية بارزة في المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، تحمل درجة الماجستير في الإدارة والإشراف التربوي وبكالوريوس تربية وآداب، والتحقت للعمل بالمؤسسة مع بدء حقبة تدريب البنات في العام 1427 ه، بعد سبع سنوات قضتها في العمل مديرة لإحدى المدارس الثانوية في الرياض. وعاصرت انطلاق مشروع تدريب البنات منذ بداياته وتنقلت بين الكثير من المهام الإشرافية، كنائبة لمديرة عام الإشراف الفني للبنات بالمؤسسة العامة للتدريب التقني، نائبة لمدير عام الإشراف الفني وشؤون هيئة التدريب، مديرة عام الإشراف الفني وشؤون هيئة التدريب، مديرة عام الإشراف الفني، مديرة عام المناهج وتقويم التدريب، ليستقر بها المطاف حاليا كرئيسة لمكتب التدريب التقني بالمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، بالإضافة إلى مهامها القيادية في المؤسسة كمدربة معتمدة لدى مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني كما تحمل رخصة دولية في تدريب المدربين. وهي رئيسة وعضو في 24 لجنة داخل المؤسسة وخارجها. وقدمت أكثر من عشرة برامج تدريبية للقيادات والإداريات بالمؤسسة وشاركت بالعديد من الأوراق والبحوث في المؤتمرات والملتقيات العلمية. وجدنا الدعم من الإدارات الرجالية أكدت بدرية الزير أن مرحلة التأسيس صعبة على مستوى البنية التحتية وخلافه وعلى مستوى الكوادر البشرية من توظيف واختيار القيادات. ولم يكن لدينا أدلة واضحة وكنّا نعمل ونوثّق أعمالنا حسب الاحتياج. نعم كانت تواجهنا مشكلة عند طرح فرص لشغل الوظائف التدريبية في الكليات الجديدة ثم يظهر لنا بأن الجامعات الموجودة في تلك المناطق لا تخرّج على التخصصات المطلوبة مما يدفعنا للاستعانة بخبرات عربية لاسيما في تخصص هندسة الحاسب الآلي، وكذلك تخصص التجميل الذي يشكل المتعاقدات النسبة الغالب، ويلي ذلك تحديد الاحتياج من التجهيزات وآلياته لطرح العروض على الشركات خاصة في ظل عدم اكتمال كادر الإدارات في ذلك الوقت وعدم وجود الخبرة في هذا المجال، ولكن وجدنا كل الدعم من الإدارات الرجالية لتوجيهنا للعمل الصحيح وإكسابنا الخبرة. خطوات خروج الكليات إلى النور وعن الخطوات التي تمر بها أي كلية قبل الخروج إلى الوجود بعيدا عن التعقيدات، تقول قبل أن يبدأ قطاع تدريب البنات كانت هناك خطة جاهزة موضح بها الأماكن التي سيتم إنشاء كليات للبنات بها، وعند طلب الافتتاح نجتمع مع نائبة المحافظ ثم نلتقي كمديرات عموم لتحديد المهام، ونبعث لنائبة المحافظ نتيجة الاجتماع من احتياجات وتجهيزات ثم زيارة الموقع للمعاينة وبعد التأكد من صلاحية المبنى وعمل إدارات المؤسسة الأخرى عليه يكون لدينا تاريخ معين لاستلامه.