مدى قائل ما أقول. أصدق نفسي. وأشرب قهوة عيشي البسيط، وأنظر هذا المدى الساحلي جديرا بسرب الطيور، وأشجار سرو، صنوبر، أرز. إلى البحر أنظر غيما تشكل من أجل ظل وضوء. أصدق حسي. وأذكر كيف شققت طريقي وحيدا، لأرسم بحرا من الكلمات سماء لحلمي القديم. أصدق حدسي، ستأتي الطيور. ستأتي الفراشة من كل لون وتلمس كفي، لأرسم شيئا جديدا بنفسي. سأرسم هذا المدى الساحلي! صور موسيقية لجغرافيا اللاذقية وقع البيانو بقاعة روحي. وأعزف حتى الفراشة تأتي وتأخذ هذا الطريق على جانبيه الزهور. وأعزف حتى الفراشة ترقص. لون الفراشة رؤيا اتساع بصوتي، تدرج أخضر أزرق. تعبر سهلا من البرتقال البهيج. وتعبر زيتون أرضي، وسروا ظليلا. وتصعد أعلى وأعلى جبال الصنوبر. تهبط والنهر عشب تجعد حتى الشواطئ، رمل. خلاء. تحط الفراشة فوق البيانو. وأعزف، أعزف في اللاذقية قاعة روحي سماء وبحر. طيران منخفض سأغلق هذا الكتاب الخيالي عن رحلة في الفضاء، لأكتب شيئا عن الطيران بأول هذا الربيع. رأيت الفراشة هذا الصباح على شاطئ البحر بيضاء خضراء، مرت بقربي. وعادت ومرت. وتابعت يومي، غيوما وصحوا. نسيت بأني سعدت بمرأى الفراشة، لم أر زهرا على شاطئ البحر أبيض أخضر. من أين جاءت؟ إلى أين راحت؟ تراها أصيبت بأمطار بعد الظهيرة؟ ماتت؟ وهل كان هذا الحضور السريع المبكر يعني احتفاء بوصفي لهذا المكان؟ وهل كان هذا الكتاب الخيالي عن رحلة في الفضاء مناسبة لسؤال الزمان: لماذا سنهجر أرضا كهذي نعيش عليها طويلا بفضل الهواء، وثم نسافر مثل الفراشة صوب حريق الفناء؟ طريق الحرير لا شيء يبهجني. ضجرت من الركوب على دماء الآخرين. متى يجيء الآخرون من الجراح، لأركب الدنيا وحيدا؟ لا أريد أنا الوصول إلى زمان أو بلد. هل تتبعيني يا فراشة، كي أحب جمال موتك في ضيائي أو عبورك وردتي لهنيهة، ثم اختفاءك للأبد؟ نفضت رياح الآخرين غبارك الذهبي والفضي عني، عن بياض قصيدتي. لا شيء في هذا البياض سوى دمي. ماذا أقول لمن أتت مثل القصيدة حلوة وجميلة وبهية مثل البياض على الجسد؟ لا شيء يبهجني. ضجرت من الركوب على دماء الآخرين. متى يجيء الآخرون إلى البياض، لأركب الدنيا وحيدا؟. لا أريد أنا البكاء على الفراشة. لا أريد أنا البكاء على أحد.