أكد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن القمة الأمريكية الخليجية شكلت أهمية كبيرة لما ستكون عليه العلاقات المستقبلية في المنطقة، معتبرا أن الأمن الاستراتيجي العربي يعني تحقيق بعد استراتيجي وأمني لأوروبا، مشددا في نفس الاطار على العلاقات المتينة مع دول الخليج. وقال في تصريحات ل«عكاظ» إن التوصل الى اتفاق في الملف النووي الايراني يجب أن يكون متصلا بملف سياسي يتناسب مع أمن واستقرار منطقة الخليج. وأفاد أن ملفات الشرق الأوسط باتت متصلة الواحدة مع الأخرى ولا يمكن تناول الواحدة دون الأخرى، معتبرا أن الملف النووي الايراني له تأثير أيضا على مسار الأحداث في سوريا وما يتعلق بالأوضاع في الأردن ولبنان من جراء استيعاب عدد كبير من اللاجئين السوريين في هاتين الدولتين. من جانب آخر، أشار الخبير في الشؤون الاستراتيجية البروفوسور الدكتور خافيير سولانا، الى ان أهمية نتائج القمة الأمريكية الخليجية تأتي في كونها وضعت النقاط على الحروف لمسار دفاعي استراتيجي مستقبلي لمنطقة الخليج. واضاف: إنه في الوقت الذي تسعى فيه أوروبا وحلف شمال الأطلسي لإعادة النظر وتطوير سياسة الدفاع والأمن الاستراتيجي يأتي التوافق الأمريكي الخليجي بعد قمة كامب ديفيد خطوة ايجابية في دعم التطلعات الأوروبية الأطلنطية. وأفاد بأن أوروبا محاطة بأزمات وصراعات اقليمية وحروب أهلية ومخاطر ارهابية مما يجعل أمن واستقرار منطقة الخليج هدفا أساسيا لأوروبا وللولايات المتحدة، ملفتا الى حل الملف النووي الايراني والاتفاق المنتظر بين المجموعة الدولية وايران، مشددا على أن هذا الاتفاق ينبغي أن يأتي مكملا لما تم التوافق عليه في كامب ديفيد. واعتبر أن المرحلة القادمة يجب أن تتسم بمفهوم نشر ثقافة استراتيجية وسياسة بناء الثقة بين جميع الأطراف. في نفس السياق، لاقت التغطية الاعلامية الالمانية والسويسرية اهتماما كبيرا بقمة كامب ديفيد وبالبيان الختامي، فكتبت صحيفة نوي زوريخر تسايتونج السويسرية في مقال لها تحت عنوان «أوباما والقمة الخليجية الأمريكية»: أن البيان الختامي رغم احتوائه على نقاط هامة تنطوي على أولوية لتحقيق الأمن الاستراتيجي في منطقة الخليج. وفي نفس الوقت رحبت الصحيفة ببنود البيان الختامي وبعزم واشنطن على دعم دول الخليج عسكريا اذا تتطلب الأمر فضلا عن الالتفات الى اتفاق الملف النووي الايراني الذي لا بد أن يضمن عدم امكانية ايران الحصول على السلاح النووي. وحذرت الصحيفة في نفس المقال من صراع في التسلح النووي في المنطقة وأشارت الى أزمة اليمن وللموقف السعودي والذي قرر اتخاذ القرار في تشكيل التحالف العربي لصد الانقلاب الحوثي ولعودة الشرعية لليمن وبناء على مطلب الرئيس الشرعي للبلاد عبدربه منصور هادي.