كان الأسبوع الماضي أسبوع الحسم للأربعة الأوائل بدوري جميل باختلاف رغباتهم ومسبباتهم، انتهى بتفوق نصراوي والظفر بأصعب وأطول البطولات، وعدم الانتظار للجولة الأخيرة قبل البارحة. النصر تفوق على غريمه التقليدي الهلال داخل الملعب وخارج الملعب، الأحد الماضي، في مباراة جدلية كان رابحها الأكبر النصر بكل تأكيد، في ظل استعداد نفسي ضعيف للهلال، بعكس توقعات متابعين كثر قبل المباراة. وعلى الرغم من أهمية المباراة يظل الحضور الجماهيري للعاصمة أقل بكثير مما هو متوقع، وهو موضوع سيدرس بعناية الموسم القادم، وخصوصا أن الملعب امتلأ عن بكرة أبيه في مباراة تتويج النصر من أمام الشباب. نعود للنصر «البطل»، والذي يثبت يوما بعد يوم بأنه يسير بخطى الصبر والعقل بإدارة حصيفة من الأمير فيصل بن تركي، والذي أعتبره راعي الإنجازات النصراوية الأول وباني النصر الحديث. وبنظرة بسيطة على عوامل نجاح هذا الرجل الذي عانى معاناة ليس بعدها معاناة من فئة كبيرة من جمهور النصر نفسه أو أعضاء شرفه لسنوات عديدة، وفي كل إخفاق كان يصر على أنه يبني للمستقبل، حتى أن الكثير لم يكن ليؤمن بهذه الاستراتيجية. والمتابع يتذكر الضغوطات التي مورست عليه وعلى فريقه الإداري قبل 3 مواسم وتبعيات ذلك، ولم يتراجع أو يستسلم، بل غير من الطريقة الإدارية وأسلوب المواجهة واعتمد على نفس الأسماء وثبت بما لا يدع مجالا للشك بأنه عنيد وإداري محنك. بكل تأكيد بأن هذا النجاح في آخر موسمين لم يكن وليد الصدفة، بل كان نتاج الصبر والمثابرة، وتحمل ظلم ذوي القربى، والإصرار الغريب من هذا الرجل لإثبات نجاحه، ورسم البسمة على شفاه النصراويين والغائبة كثيرا، والخروج من جلباب بعض الشرفيين التي تعج بهم أنديتنا، والذين تسمع أصواتهم فقط وأفعالهم بقيمة الصفر في أقصى اليسار!! ولا يمكن أن تختم المقال بدون ذكر الفريق الإداري أو اللاعبين الذين كانوا أساس خطته، والتي تعتمد على القوي الأمين. فمهما قيل في العامر بن السلهام فهو عضده الأيمن، أو أمين سره الحاضر الخفي سلمان القريني وبقية النجوم اللامعين فهم السر. وبكل تأكيد، الدعم المادي والمعنوي من أعضاء الشرف ذوي الأفعال والقائمة تطول. ما قل ودل: شكرا عبداللطيف جميل .. مدرسة شاملة!