قال إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور سعود الشريم: «إن إدراك حجم الوسائل التي يحاربنا بها أعداء بلداننا أو ديننا أو ثقافتنا لهو من الضرورة بمكان، وإلا يضيق فهمنا وإدراكنا على تفسير قوتهم وغلبتهم بوسيلة الحرب فحسب، كلا؛ فتلك نظرة ضيقة وفهم قاصر لهذا الواقع المؤلم، بل لقد تعدى مدى الوسائل حتى شمل آفاقا متعددة نراها في الثقافة والمشاعر والإعلام والفكر، بل لقد أصبحت الكلمة والصورة والخبر والصحيفة والبث الفضائي أدق الوسائل إلى غاياتهم المرسومة، إذ تفتك بالأمة فتك السهام بلا قوس ولا وتر، فتطعن بغير سكين، وتقتل بغير سلاح، وتأسر بلا حرب وتحكم بلا مبدأ». وأوضح، في خطبة الجمعة من المسجد الحرام أمس، بقوله «إذا كانت هذه هي وسائلهم السلبية، فأين نحن من الوسائل الإيجابية، وإذا كانت هذه هي هممهم الدؤوبة، فلماذا هممنا خواء وغاياتنا هواء وعزائمنا غثاء؟، لماذا تمس أصابعهم الأشياء فتنجح وتمسها أصابعنا فتضطرب؟، إن مستقبل المسلمين ينبغي أن يزرع في بلادهم، وعلى أرضهم بأخلاقهم وفكرهم وقوتهم، وأن يكفوا عن صفات التسول بكل صنوفه في طاقاتهم وإعلامهم وثقافتهم، وألا يضيعوا في تيه العقل الذي يشحذ ولا يؤسس، فينحى حينئذ عن القيادة والريادة قسرا ولات ساعة حيلة. وفي المدينةالمنورة، أوضح إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الدكتور عبدالباري الثبيتي، في خطبة الجمعة أمس، عن النصرة وكيف تكون في شتى المجالات، مؤكدا أن الإسلام إنما أتي لتخاذل المسلمين وتقاعسهم عن نصرة إخوانهم، مشيرا إلى أن المقاطعة الاقتصادية تعد من أنجع أنواع النصرة، وهي ذات فوائد مهمة تعود على المسلمين بالنفع وعلى العدو بالخسارة والندامة، متحدثا عن النصرة الإعلامية وأهميتها، مبينا أن الإعلام المعادي للإسلام صور الإسلام بصورة مشوهة، فجعل منه رمزا للقتلة والإرهابيين والظلمة والفوضويين، فيما أوضح فضيلته أن النصرة المطلوبة هي الدائمة والمستمرة، مؤكدا أن الحماس غير المنضبط قد أضر بالإسلام في بعض المواقع والأزمنة، كما أكد وجوبها على كل مسلم إعزازا للدين وأخذا لحق المسلمين.