أكد القيادي في الجيش السوري الحر العقيد الركن بشار سعد الدين، ان عملية عاصفة الحزم التي قادتها المملكة قزمت النفوذ الإيراني، وكان لها الاثر الكبير على انهيار النظام السوري بشكل مفاجئ في اغلب المدن السورية. مؤكدا أن هناك عاصفة مماثلة تحضر للنظام السوري من قبل الجيش الحر والعد العكسي لمعركة دمشق قد بدأ. وفيما يلي وقائع الحوار: ● كيف قرأتم الاستعراض الذي نظم في الغوطة وهل أصبحتم على مقربة من معركة دمشق؟ ●● ان الاستعراض العسكري هو رسالة موجهة الى الخارج اكثر منها الى الداخل، بأن القوى الثورية اصبحت قادرة على حماية الدولة في حال سقوط النظام السوري، كما انها تحمل رسالة تحد خاصة ان المنطقة التي تم فيها الاستعراض تعتبر منطقة محاصرة، بينما يعجز النظام السوري عن القيام باستعراض مماثل في عقر داره او في اي منطقة يسيطر عليها لانه سيكون حتما تحت مرمى نيران المعارضة، وهذا الاستعراض كشف عجز النظام بأنه لم يعد قادرا على المواجهة. اما معركة دمشق، توقيتها ليس بالبعيد ولكن كل ما يمكن الحديث عنه هو ان العد العكسي للمعركة قد بدأ، واولى مؤشرات هذه المعركة كان الحراك السعودي التركي في المنطقة. ● لوحظ انهيار كبير للنظام في إدلب وحلب وجسر الشغور وغيرها من المناطق، هل تعتقد أن الإيرانيين تخلوا عن بشار؟ ●● لم يتخل الايرانيون عن النظام السوري يوما ليس من اجل بقائه بقدر ما هي استراتيجية لبقاء الايرانيين انفسهم في واجهة العالم يحملون ورقة للمفاوضة عليها هذا من جهة، ومن جهة ثانية فإن النظام لم يعد قادرا على المواجهة الميدانية بفعل صمود قوى الثورة، وبفعل عدم قدرة النظام المدعوم بكل الميليشيات على حسم النتائج على الارض، وفي اللغة الميدانية فإن صاحب الحق والعزيمة هو القادر على الانتصار مهما طال زمن المعركة. كما ان الميليشيات الايرانية او العراقية وحتى حزب الله تكبدوا خسائرا فادحة وهذه الخسائر تحبط من عزيمة المقاتلين على استكمال معركة ليست معركتهم، وبذلك لم يعد النظام قادرا على سد كل الثغرات في كل الجبهات الشمالية والجنوبية والشرقية لان قوى الثورة خاضت المعارك الاخيرة على مستوى عال من الحرفية والعزيمة في القتال والهجوم في ادلب وريفها واريحا وجسر الشغور، بينما يخوضها النظام والميليشيات من حيث الدفاع وهذا ما انهك عزيمتهم. وقد وصلتنا معلومات مؤكدة من داخل دمشق ان الأيام المقبلة ستشهد حركة نزوح وانشقاق جماعي لعوائل الموالين للنظام وكبار ضباط الجيش النظامي. ان المعلومات التي تتوارد إلينا ان الموالين للنظام يعيشون حالة نفسية متهالكة ومحبطة وقد شهدنا مؤخرا معركة بين انصار النظام في حي الزهراء بحمص التي وقعت بين الجيش النظامي واللجان الشعبية، كل هذه المؤشرات تؤكد ان النظام انتهى وبقاؤه مسألة وقت. ● كيف تقرأ زيارة وزير دفاع النظام السوري إلى طهران؟، وباعتقادكم هل سيكون لها نتائج ملموسة في الأيام المقبلة؟ ●● ان النظام السوري لا يعتمد في الحرب الدائرة في سوريا على عناصره بل كان اعتماده على عناصر الحرس الثوري الايراني، والخسائر الكبيرة التي مني بها الحرس الثوري الايراني في سوريا ادت الى خلخلة في العلاقة بين النظامين. ويمكن قراءة هذه الزيارة من زاويتين، اما ان النظام يحاول وضع استراتيجية قتالية جديدة بمساعدة الايرانيين، او انه يدرس امكانية ايجاد حلول سلمية تقودها ايران التي باتت لها الكلمة الفصل في المفاوضات وليس النظام السوري من يقرر بقاءه او رحيله. لكن في الحالتين، الزيارة تدل على عجز النظام عن اتخاذ اي قرار من دون الايرانيين. ونحن بتنا نتوقع بعد كل هذه المعطيات انهيار النظام بشكل كامل وفي اية لحظة. ● كل الانتصارات التي تحققت كان خلفها فصائل سورية متنوعة، أين الجيش الحر مما يجري على الأرض؟ ●● ان الانتصارات التي تحققت تمت بمشاركة بين عدد من الفصائل وقوات الجيش الحر، ولكن تفوق هذه الفصائل في القتال هو امر واقع ومعروف لجهة قدراتها القتالية والتنظيمية التي يفتقدها الجيش الحر والتي اوقعته في ثغرات امام العالم، فالجيش الحر تشكل من بعض الضباط المنشقين ومن الشعب السوري الذي قرر ان يقاتل النظام وتحرير سوريا، على عكس هذه الفصائل المنظمة من كل النواحي الفكرية والقتالية والحرفية، وهذا النصر الذي يتحقق يتقاسمه الجيش الحر والفصائل والشعب السوري ايضا لأن هدفه واحد وهو اسقاط النظام وتحرير سوريا. ● باعتقادك، هل ستشهد سوريا حربا أهلية بعد سقوط النظام؟ ●● لكل فعل ردة فعل، واي حرب في سوريا او في اي بلد في العالم اولى تداعيات سقوط نظام هذا البلد هو الحرب الاهلية ومن المؤكد ان سوريا ستشهد مثل هذه الحالة بعد سقوط النظام خاصة ان النظام تمكن من غرز السموم والتفرقة بين الطوائف، لكن اذا عملت كل الفصائل الموجودة على الارض على تطبيق السياسة الشرعية وتجاوبت كلها في عملية الضم فإنها ستسهل او تفوت اكبر قدر من التداعيات. ● كيف قرأت «عاصفة الحزم» وكيف كانت تداعياتها على مسار الثورة السورية؟ ●● عاصفة الحزم التي قادتها المملكة العربية السعودية قزمت الإيرانيين وكشفت دورهم الوهمي وعرت حجمهم في المنطقة، وهذا ما ترك اثرا ايجابيا في نفوس الثوار والشعب السوري كما انه فضح النظام وضعفه اكثر، حيث بدأ يتهاوى بشكل كبير. وان اشاء الله سيكون هناك حزم في سوريا ايضا من قبل الجيش الحر قريبا.