تعلن لجنة تحكيم جائزة البوكر العربية، الرواية الفائزة بالجائزة في دورتها الحالية 2015، الليلة في أبوظبي عشية افتتاح معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وتتنافس 6 روايات في القائمة الصغيرة من السودان والمغرب ولبنانوفلسطينوسورياوتونس، ويحصل المرشحون الستة في القائمة القصيرة على مبلغ 10 آلاف دولار، فيما يحصل الفائز بالجائزة على مبلغ 50 ألف دولار إضافية، وخلت القائمة القصيرة ولأول مرة من الكتاب المصريين، برغم أن القائمة الطويلة ضمت ثلاثة روايات مصرية (جرافيت) لهشام الخشن و(انحراف حاد) لأشرف الخمايسي و(بحجم حبة عنب) لمنى الشيمي. وتتنافس الأعمال الروائية (حياة معلقة) لعاطف أبوسيف من فلسطين، (طابق 99) لجنى الحسن من لبنان، و(ألماس ونساء) للينا هويان الحسن من سوريا، و(الطلياني) لشكري المبخوت من تونس، و(ممر الصفصاف) لأحمد المديني من المغرب، و(شوق الدرويش) لحمور زيادة من السودان. من جهته، أوضح رئيس لجنة التحكيم للبوكر في نسختها العربية مريد البرغوثي أن الروايات الست نجحت في تقديم عوالمها عبر تقنيات فعالة، منها: الإيقاع الكتابي الهادئ لتاريخ بالغ الهول والصخب، كما في رواية طابق 99، أو عبر تقديم بانوراما لحقبة تاريخية تموج بالأسئلة في إطار فني يستطيع أن يدهش القارئ ويحمله على تصديقه كما في رواية الطلياني، وعبر رصد معادل فني للقسوة التي يمارسها المجتمع ضد مكوناته الأكثر ضعفا وفقرا كما يفعل الكاتب في ممر الصفصاف، أو من خلال تناول منمنمات النفس البشرية في صراعها مع صرامة المقدس كما هو في رواية شوق الدرويش. وقال البرغوثي: بقراءتنا ل180 رواية المرشحة للجائزة هذا العام لاحظت لجنة التحكيم تشابه الشواغل الموضوعية في هذه الروايات، وكان هدف اللجنة تقصي قدرة المؤلفين على إيجاد حلول فنية خلاقة وزوايا مبتكرة لتناول تلك الشواغل، كون الحرص الفني ينعكس في الروايات الست التي تضمنتها القائمة القصيرة لهذا العام، وسبق أن فازت رواية شوق الدرويش لحمور زيادة بجائزة نجيب محفوظ التي تمنحها الجامعة الأميركية بالقاهرة، فيما وصلت جنى فواز الحسن إلى القائمة القصيرة للبوكر للعام 2013 بروايتها (أنا هي والأخريات)، فيما تعد رواية الطلياني لشكري المبخوت الرواية الأولي لكاتبها. وتعد رواية (شوق الدرويش) أوفر حظا للفوز لعدة اعتبارات، منها: الحبكة الروائية وتسلسل الأحداث، في حين يرشح آخرون (حياة معلقة). ويرى الروائي طاهر الزهراني أن (حياة معلقة) لا ترقى لأن تكون عملا منافسا ل(شوق الدرويش) كون حمور زيادة كتب رواية ناضجة فنيا بخلاف رواية عاطف أبوسياف التي يعتريها بعض الإخفاقات السردية، مثل اللغة الثقيلة، والتشبيهات الركيكة المستهلكة، والتفاصيل التي أثقلت العمل، وأضاف الزهراني: أشعر بالتعاطف مع بعض الأحداث كون قضية فلسطين، الجرح الذي فينا، وينكأ دائما بنشرات الأخبار والصور التي لا تنتهي لكن عندما يكون الحديث عن الفن، لا بد أن نكون أكثر إيضاحا وصدقا.