أكد قائد جبهة المقاومة العسكرية في تعز العميد ركن صادق علي سرحان ل«عكاظ»، أن المخلوع صالح والحوثي هما من قادا اليمن إلى الوضع المأساوي، بسبب أطماعهما في السلطة ورغبتهما الجامحة في تغيير خارطة اليمن من خلال تنفيذ أجندات إيرانية. وقال بأن الشعب اليمني بكل أطيافه يرفض مثل هذه النظرة الضيقة وينبذ أي بناء لمستقبل اليمن على أساس طائفي، مشيرا إلى أن الحوثيين في اليمن بشكل عام وفي تعز بشكل خاص يتقهقرون بفضل اتساع رقعة الرفض لمشروعهم، ونتيجة لتكاتف الشرفاء من أبناء اليمن للوقوف في وجه توسعهم تحت تهديد السلاح. وهنا نص الحوار: صف لنا الأوضاع في تعز؟ - لا شك بأنها تواجه هجوما شرسا من قبل الحوثيين وميليشيات صالح، إلا أن تكاتف أبناء تعز واجهوا هذا الهجوم بشجاعة ومقاومة غير مسبوقة ولم يتوقعها الانقلابيون أنفسهم، والمواجهات تتركز في الناحية الغربية والمطار القديم وعلى شارع الخمسين. كيف تنظر إلى مستوى التنسيق لضمان صمود المقاومة وما الذي تحقق على الأرض؟ - هناك تنسيق مستمر مع اللجان الشعبية من قبل قادة وضباط وأفراد القوات المسلحة، وحققنا انتصارات كثيرة وكبيرة، ونتمركز في مواقع هامة جدا من المحافظة ولا زلنا مستمرين. ومتى تتوقعون تطهير تعز من الحوثيين وأنصار صالح؟ - لا أخفيك، هناك دعم متواصل للحوثيين وأنصار صالح بميليشيات وحرس جمهوري يأتي من المحافظات الأخرى، وربما كان عنصرا لم يساعدنا على تنفيذ خططنا في الوقت المناسب، خاصة أن الدعم يشتمل أيضا على الدبابات والأسلحة الثقيلة، ولكن أحب أن أطمئن الجميع بأن قوات الجيش الموالية للشرعية واللجان الشعبية تسيطر على أغلب المؤسسات العسكرية والمنشآت المدنية الحيوية. ولكنكم تلقيتم وعدا بتجنيد أكثر من خمسة آلاف فرد لدعم المقاومة؟ - لا زلنا ننتظر، ورغم ذلك نقوم بتدريب عناصر شبابية من أبناء المحافظة على القتال ومواجهات الشوارع، وأؤكد بأنه في حال تم تجنيد هذا العدد سنتمكن بالتعاون والتنسيق مع المقاومة الشعبية من تحقيق الأهداف الاستراتيجية التي تخدم جميع المحافظات اليمنية. هناك من يتهمكم بأنكم تحاربون الحوثيين بشعارات حزبية، ما ردكم؟ - نواجه الميليشيات الحوثية وصالح باسم الجيش اليمني الشرعي، بعيدا عن الأحزاب أو أي قوى أخرى، ونجد بأن الحوثي وصالح هما من يحاولان فرض أجندات وشخصيات تحت تهديد السلاح، وتجاوزا أنصارهما إلى أبعد من ذلك من خلال تحالفهما مع قوى خارجية لا تريد لليمن والمنطقة بشكل عام الخير. كيف تقيمون الضربات الجوية لقوات التحالف؟ - أؤكد بأن ما يتردد عن أنها تستهدف تجمعات سكنية أمر عار من الصحة، وإنما استهدفت وبدقة المعسكرات ومخازن الأسلحة التابعة للحوثيين وأنصار صالح، ولا شك بأن هذه الضربات أنهكت الحوثيين ودمرت ترسانة أسلحتهم وقطعت أوصالهم، وساعدت وبقوة اللجان الشعبية والقبائل على كسر شوكة الانقلابيين ومن يقف معهم في كثير من المحافظات اليمنية. ألا ترون بأن صالح هو من مهد الطريق للحوثيين لدخول تعز، مستغلا سلطة فرع حزب المؤتمر؟ - أهالي تعز الشرفاء يدركون ذلك، لكنهم لا يستغربون مثل هذه المؤامرات من متآمر باع وطنه، وخان شعبه من أجل تحقيق مصالح شخصية جعلته يرتبط بقوى تحاول لخبطة الأوراق والذهاب باليمن ودول الجوار إلى المجهول، لذلك فاليمنيون يحملون صالح ما يجري في جميع المحافظات وليس في تعز فقط، وأحب أن أؤكد بأن صالح الذي كان يسيطر على الألوية العسكرية في تعز منذ 2011 يغرد حاليا خارج السرب بعد أن دان قادتها وضباطها بالولاء لشرعية هادي، ولكن بصراحة لا زال له وجود ولكن على أطراف المحافظة. كيف تعلقون على مغادرة محافظ تعز شوقي هائل سعيد للمحافظة في هذا الظرف الصعب؟ - المقاومة الشعبية الشرعية لا ترتهن لمواقف أشخاص وليس لها من هم إلا اليمن، ولن يكون لهذه المغادرة أي تأثير، ولكن مغادرته في هذا الظرف تركت أكثر من علامة استفهام ونعتبره تقصير فادح وتصرف غير حكيم، ولكن كما ذكرت لن يكون لهذه الخطوة أي تأثير. في ظل النجاحات التي تحققت في تعز، هل هناك تنسيق مع اللجان الشعبية والمقاومة في عدن وبقية المحافظات؟ - اللجان في تعز وعدن وبقية المحافظات تعمل وفق تنسيق مع الحكومة الشرعية والقيادات المعترف بها، وأحب أن أطمئن الجميع بأن مواجهة الانقلابيين تسير كما هو مرسوم لها، وستحقق انتصارات متتالية وسريعة. كيف تنظرون إلى المستقبل؟ - اليمنيون بطبعهم متفائلون، خاصة أن قوات الحوثيين وصالح بدأت تنحصر وتواجه بضربات موجعة، والمستقبل سيكون مشرقا بعد أن يتم القضاء كليا على كل من يقف ضد الشرعية، وقرارات المجتمع الدولي.