مدخل: لشاعر الوطن المبدع الأمير عبدالرحمن بن مساعد: فسر خلفك الأبطال من كل يمة على العهد هم ماضون والعهد دائم سيذكر التاريخ أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز كان من الملوك الذين تقدح أقوالهم وأعمالهم قرائح الشعراء، فتفيض شعرا وعاطفة وحماسة وفخرا. وهذا مشهد ظل يتكرر في تاريخ العرب منذ أقدم العصور إلى يومنا هذا، وسيظل ما بقي الشعر ديوان العرب الذي يحفظ أعمالهم وأقوالهم وأمجادهم وبطولاتهم وقيمهم وتراثهم. فالملك سلمان من سلالة الملوك الذين وصفهم الأمير الشاعر: فنحن حماة الدين سادات عصرنا وذلك ما لم يستسغه الأعاجم ونحن العلا والخير والصدق والهدى وفي نصرة الإسلام نحن الدعائم من الغوث والإنقاذ والبر والذرى؟ فسل لا أبا لك سل تجبك العواصم نعم، لقد اجتمعت في الملك سلمان كل صفات القائد الرائد من حلم وحكمة وحنكة تجعله يضع الكلم في مواضعه ولا يقول إلا ما يفعل، وإذا فعل فبميزان وعدل. وإطلاقه لعاصفة الحزم خير مثال وشاهد ستؤرخه ملاحم التاريخ بعد أن تغنت به ألسنة الشعراء. فقبل أن تهب العاصفة بحزمها بذل سعيا سياسيا ودبلوماسيا مشهودا للوفاق والتوفيق والتوافق بين الشرعية وأطراف النزاع، وأبدى استعداد المملكة لبسط يد العطاء بما يحفظ السلام والاستقرار للأشقاء في اليمن، ولم يستثن طرفا في الدعوة للحوار الوطني الشامل. ورغم أن تهديد أذناب الفرس من الحوثيين وبقايا من شايعوا الرئيس المخلوع على الإثم والعدوان في اليمن طال الأمن والاستقرار الإقليمي، إلا أن الأسد في الرياض كان يتذرع بالحكمة والحلم ويتروى. فهو بحكمته يعرف أن الحرب كما وصفها الشاعر: يقولون نهدي الموت لمزا وسبة أجل نحن نهدي الموت إن زاغ آثم فنحن الهلاك المر في غيهب الدجى وفي ما عدا الهيجاء نحن التراحم ولهذا تأسس بنيان المملكة عندما وضع رجل التاريخ الاستثنائي قواعدها على السلم وحسن الجوار وإطفاء نيران الفتن والشقاق بين الأشقاء، وأن لا تبادر المملكة بالخصومة، وأن لا تبادر إلى الحرب: ولكن شيطان الفرس أغراهم وغرهم بما مدهم به من سلاح وعتاد، فجهلوا حكمة الملك وحلمه، وجهلوا أنفسهم، وظنوا أنهم الغالبون. لقد أخذتهم العزة بالإثم فأخطأوا خطأين فادحين، الأول أنهم حاولوا ابتلاع ما لا يستطيعون هضمه.. وخطأهم الثاني أنهم عاندوا من إذا قال فعل! وتوقع الحوثي أن اليمن يمكن أن تكون لقمة سائغة، وتوقعت إيران أنها يمكن أن يكون لها حدود برية مع المملكة! لكن التوقع والأماني شيء والحقائق والوقائع شيء آخر: لنا في ربى صنعاء أهل وإخوة بغى فيهم الأشقى وذل المسالم أما المخلوع علي عبدالله صالح فقد حق عليه قول الأمير: طغى وافترى قتلا وغدرا وخسة ولم يرع عهد الله والظلم غاشم فقبض ليث الحرمين الشريفين راحة اليد التي كانت مبسوطة بالحلم والصبر، وأطلق قبضة الحزم والعزم عاصفة مزمجرة، وصدق فيه ما قال الشاعر: لك المجد يا سلمان كرها ورغبة فها أنت للحرم المطهر خادم رفعت رؤوس العرب فخرا وعزة ستحكى مدى التاريخ عنك الملاحم فسر خلفك الأبطال من كل يمة على العهد هم ماضون والعهد دائم