فقدت وكالة الفضاء الروسية السيطرة على سفينة فضائية أطلقتها يوم الثلاثاء الماضي كانت متجهة إلى محطة الفضاء الدولية حاملة معها 2.5 طن من المؤن والماء والوقود لرواد المحطة. وحاولت الوكالة خلال اليومين الماضيين إعادة السيطرة عليها لتكمل طريقها نحو المحطة، ولكن جميع محاولاتها باءت بالفشل، وأن هذه المحطة في طريقها للسقوط نحو الأرض بعد عدة أيام. وأوضح مدير مركز الفلك الدولي المهندس محمد شوكت أن وكالة الفضاء الروسية أطلقت هذه السفينة الفضائية المسماة (Progress M-27M)، يوم الثلاثاء الماضي، من منصة الإطلاق الواقعة في كازخستان، وذلك على متن صاروخ روسي اسمه (Soyuz 2-1A)، وأشارت النتائج الأولية إلى أن الخلل قد بدأ فور انفصال السفينة الفضائية عن المرحلة الثالثة من الصاروخ، حيث بدأت حينها السفينة بالدوران حول نفسها بشكل غير طبيعي، وتشير الأرصاد الأرضية التي أجريت أن السفينة تدور حول نفسها مرة واحدة كل 5 ثوان فقط، والمثير في هذا الحدث أن هذه السفينة كحال أي قمر صناعي قريب من الأرض ستسقط على الأرض، والقلق يكمن بسبب أنها كبيرة نسبيا، وسقوطها سيكون غير متحكم به، واصطدامها بمبنى أو منشأة قد يشكل خطرا، علما بأن الأقمار الصناعية في الغالب تسقط في البحر. ويبلغ طول السفينة 7 أمتار ووزنها عند الإطلاق 7 أطنان، وسرعتها الآن 26 ألف كيلومتر في الساعة! وأكد المهندس محمد شوكت عدم استطاعة أحد التنبؤ بموعد ومكان سقوطها، إلا أن الحسابات الأولية التي أجراها برنامج متابعة سقوط الأقمار الصناعية التابع لمركز الفلك الدولي أشار ليوم 9 مايو في الساعة السابعة صباحا بتوقيت غرينتش بخطأ مقداره زائد ناقص 50 ساعة، وسيقل مقدار هذا الخطأ الكبير كلما اقتربنا من موعد السقوط، ولكن حتى قبل السقوط بساعتين، فإنه لا يمكن لأحد أن يعرف بالضبط أين ومتى ستسقط السفينة الفضائية، ولكن بالطبع ستكون هناك مناطق مرشحة لأن تسقط السفينة الفضائية فوقها. مشيرا إلى أنه سيتم تحذير المناطق التي من الممكن أن تسقط فوقها. ومن الجدير بالذكر بأن السفينة الفضائية لن تسقط كقطعة واحدة على الأرض، فعند دخولها للغلاف الجوي الأرضي فإن الحرارة الشديدة بسبب الاحتكاك ستعمل على تفكيك السفينة وحرق أجزاء كبيرة منها، وفي العادة يصل إلى الأرض ما نسبته 20 إلى 40 % من الكتلة الأولية. ولكن بسبب حجم السفينة الكبير تبقى هناك فرصة لإحداث أضرار نتيجة لاصطدام ما تبقى من حطام السفينة الفضائية.