فشلت محاولات استعادة السيطرة على سفينة فضائية أطلقتها وكالة الفضاء الروسية يوم الثلاثاء الماضي 28 إبريل متوجهة إلى محطة الفضاء الدولية حاملة معها 2.5 طن من المؤن والماء والوقود لرواد المحطة. ورغم محاولات الوكالة خلال اليومين الماضيين استعادة السيطرة على السفينة، إلا أنها أصبحت في طريقها للسقوط على الأرض بعد عدة أيام.
وقال مدير مركز الفلك الدولي المهندس محمد شوكت عودة: "لقد أطلقت هذه السفينة الفضائية المسماة (Progress M- 27M) يوم الثلاثاء الماضي من منصة الإطلاق الواقعة في كازاخستان، وذلك على متن صاروخ روسي اسمه (Soyuz 2- 1A)".
وأضاف: "أشارت النتائج الأولية إلى أن الخلل قد بدأ فور انفصال السفينة الفضائية عن المرحلة الثالثة من الصاروخ، حيث بدأت حينها السفينة بالدوران حول نفسها بشكل غير طبيعي، وتشير الأرصاد الأرضية التي أجريت قبل قليل إلى أن السفينة تدور حول نفسها مرة واحدة كل 5 ثوان فقط!".
وأردف "عودة": "المثير في هذا الحدث أن هذه السفينة كحال أي قمر صناعي قريب من الأرض ستسقط على الأرض، والقلق يكمن بسبب أن هذه السفينة الفضائية كبيرة نسبياً، وسقوطها سيكون غير متحكم به، واصطدامها بمبنى أو منشأة قد يشكل خطراً، علماً بأن الأقمار الصناعية في الغالب تسقط في البحر، مشيراً إلى أن طول السفينة يبلغ سبعة أمتار، وكان يبلغ وزنها عند الإطلاق سبعة أطنان، وسرعتها الآن 26 ألف كيلومتر في الساعة".
وتابع: "لا يستطيع أحد أن يتنبأ من الآن بالموعد والمكان الدقيق لسقوط السفينة الفضائية، إلا أن الحسابات الأولية التي أجراها برنامج متابعة سقوط الأقمار الصناعية التابع لمركز الفلك الدولي أشار إلى أن موعد السقوط سيكون يوم التاسع من مايو في الساعة السابعة صباحاً بتوقيت غرينتش بخطأ مقداره زائد ناقص 50 ساعة، وسيقل مقدار هذا الخطأ الكبير كلما اقتربنا من موعد السقوط".
وقال "عودة": "حتى قبل السقوط بساعتين فإنه لا يمكن لأحد أن يعرف بالضبط أين ومتى ستسقط السفينة الفضائية، وبالطبع ستكون هناك مناطق مرشحة لسقوط السفينة الفضائية فوقها".
وأضاف: "البرنامج لديهم بالمركز سيقوم بمتابعة هذا السقوط بشكل حثيث إن شاء الله، وستعلن التحديثات أولاً بأول على حساب مركز الفلك الدولي على "تويتر"، وسيتم تحذير المناطق التي من الممكن أن تسقط السفينة الفضائية فوقها".
جدير بالذكر أن السفينة الفضائية لن تسقط كقطعة واحدة على الأرض، فعند دخولها للغلاف الجوي للأرض فإن الحرارة الشديدة بسبب الاحتكاك ستعمل على تفكيك السفينة وحرق أجزاء كبيرة منها، وفي العادة يصل إلى الأرض ما نسبته 20 إلى 40% من الكتلة الأولية، ولكن وبسبب حجم السفينة الكبير تبقى هناك فرصة لإحداث أضرار نتيجة لاصطدام ما تبقى من حطام السفينة الفضائية.