رأى المختصون الاجتماعيون والنفسيون، أن الفئة الإرهابية الضالة المخالفة لشرع الله تستهدف الشباب الذين هم في مقتبل العمر، لسهولة التأثير عليهم عبر إجراء ما يعرف ب «غسل المخ»، مبينين أن الفئة الشابة لديها مقومات عديدة منها الطاقة الجسمانية والقدرة على تنفيذ ما يطلب منها من أعمال قتالية بسهولة بعد تدريبهم وتأهيلهم. وقال البروفيسور محمود كسناوي أستاذ علم الاجتماع: «الإرهابيون شخصيات تتمتع بأفكار ضد الإنسانية ولديها نفوذ فكري وعقلي يخالف البشر الأصحاء لأن أعمالهم منافية للشرع ومخالفة للإنسانية، لذا يحرص على اختيار الشباب الذين في العشرينيات من العمر لإجراء غسل المخ بتكريس اعتقادات ومعلومات خاطئة ومخالفة للشرع، وبالتالي سهولة وقوعهم في أيدي هذه الفئة الضالة»، ودعا البروفيسور كسناوي إلى تنشئة الأبناء وتربيتهم التربية الصالحة وإعطائهم مساحات من تبادل الأفكار لتحصينهم من الوقوع ضحايا في أيدي هذه الفئة. من جانبه، أكد أستاذ التربية الدكتور نجم الدين الأنديجاني، أن الشباب هم الحصن القوي للوطن وأمل الغد وعليهم أن يحملوا الأمانة على أعناقهم ليظل هذا الوطن بحضارته وتكاتف أبنائه رمزا أمام العالم على قوته وعظمة تاريخه وحاضرة ومستقبلة، والخارجون عن الطاعة لا يمثلون إلا أنفسهم، وللأسف كم من الشباب وقع في فخ النداءات المضللة التي تغري الشباب وتدعوهم تحت مسمى الجهاد وهم يخالفون الله والشرع لتحقيق مقاصدهم وأهدافهم المغرضة، وأكد الأنديجاني على أهمية دور الأسرة في تهيئة الأبناء وتربيتهم التربية الصالحة بما ينسجم مع متطلبات المرحلة، وضرورة مشاركتهم في الحوار وتبنى الآراء وإحساسهم بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم. وأردف استشاري الطب النفسي الدكتور أبو بكر باناعمة: «للأسف الشديد هناك أمور عديدة تسهم في وقوع الشباب في الأعمال التي تخالف الشرع والانجراف خلف المضللين، الذين لهم مآرب ومقاصد خاصة الذين لا يرجون من وراء أعمالهم سوى زرع الفتنة وهدم الشباب وتدمير مكتسبات وممتلكات البلاد، وغير ذلك من أوجه الأعمال التي تتنافي مع الإسلام منها غياب الرقابة الأسرية المحمودة وليست القاسية، فعندما يجد الشاب غياب الرقابة يظن نفسه قادرا على تحمل مسؤولية الحياة، ولكنه للأسف قد يقع ضحية تحت مؤثرات خارجية وبالتالي يجد نفسه أمام عالم آخر، ومع استمرار إجراء غسل المخ وغرس مفاهيم ومعتقدات مضللة يصبح هو الآخر إرهابيا، وبالتالي الشباب المحب لوطنه إنما هو ثمرة التربية الإيمانية الصحيحة، ومن هنا يتضح لنا دور الأسرة في تأهيل الشباب التهيئة السليمة».