يزيد محمد عبدالرحمن أبو نيان.. القاتل الخائن الضال، هكذا هو الوصف المناسب لحقيقته، جراء ما اقترفته يداه من جريمة نكراء، تمثلت في قتل رجلي أمن شرقي الرياض، والإعداد لعمليات كان يخطط لها مع زمرة ضالة، لولا فضل الله ثم يقظة أجهزة الأمن التي أطاحت به، وأجهضت كل مشاريعه التخريبية. تتبعت حالة يزيد، والمواقف المفصلية في حياته، فلم أجده خرج عن محيط الخيانة، والغدر، والتهور، والاندفاع، وشهوة الاعتداء.. فالوطن الذي تربى على ترابه، واحتضن طفولته وشبابه، ابتعثه إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية قبل ثلاث سنوات، للدراسة في أرقى معاهد ولاية أوهايو، أملا في أن يعود وفيا لمن رعاه، ويسهم في الحفاظ على مجد وطنه، وبناء صروحه، إلا أنه عاد خائنا عاقا، فقابل الخير بالشر، والمعروف بالجحود، ولخص كل تلك السنين من الرعاية في ثوان معدودة، وضع فيها إصبعه على الزناد، ليطلق نار الجبن نحو دورية أمنية، ويقتل برصاصات الغدر رجلين سهرا من أجل راحتنا وتأمين سلامتنا. تعمقت في حياته في أمريكا، فوجدت في ملفاته ما يعزز صفة (الخيانة) فيه، إذ دفعت المملكة 244 ألف ريال، كفالة مالية للإفراج عنه في قضية جنائية، ورعت سفارة المملكة هناك كل شؤونه، وأوكلت محاميا لأخذ أقواله، وضمان اتخاذ المسالك القانونية في قضيته.. إلا أن كل هذه العناية والرعاية لم توقظ فيه أدنى درجات الحياء، ولا حتى استشعار المعروف الذي يبذل من أجل حفظ كرامته كمواطن سعودي يقيم في الخارج. وتعكس تصرفات يزيد هناك النزعة العدوانية التي تسيطر على تكوينه، إذ ارتكب جريمتين، بينهما 48 ساعة فقط، فما أن اجتهدت السفارة في الإفراج عنه في القضية الأولى، إلا وقد ارتكب الثانية بعد يومين، حيث تم إلقاء القبض عليه في 14 تهمة موجهة إليه، إثر قيادته السيارة بتهور، والتفحيط داخل أحياء سكنية، في مدينة أشيلاند، حيث تمثلت أبرز التهم في الفرار من رجال الأمن، وإتلاف بعض الممتلكات العامة، والقيادة تحت تأثير المسكر، وتعريض حياة أشخاص للخطر. وبعد الإفراج عنه بكفالة مالية شريطة عدم مغادرة المدينة، تجاوز القانون وغادر جورا إلى هيوستن، وفي تلك الرحلة أحدث فوضى داخل الطائرة، وأشعل سيجارة إلكترونية، وتلفظ على إحدى المضيفات. يزيد مريض نفسيا استعدت من أرشيف (عكاظ) المتابعات التي نشرناها عن القضية آنذاك، فجاء في حديث والده محمد أبونيان، أن ابنه يزيد يعاني من اضطرابات نفسية منذ سنوات، وأنه لم يوافق على ابتعاثه إلا بعد استشارة الطبيب الذي كان يقف على علاجه ومتابعة حالته الصحية، وأمر له بعلاج يتم تعاطيه لضبط حالته النفسية.