عقب مشوار حافل في خدمة العمل الخيري والإنساني والتطوعي. انتقلت إلى رحمة الله الأميرة سارة العنقري، الاسم الذي يتردد دائما في دنيا الخير والعمل الإنساني، هناك من يعلم أن أياديها البيضاء بادرت إلى أن تمسح بمنتهى الرقة والحنان دموع آلامهم، وهناك من خفت أحزانه على يديها دون أن يعلم أنها القلب النابض الذي يقف وراء ذلك. إنها تؤمن أن الإنسان الحقيقي هو الذي يعيش من أجل الإنسان ويمد يد العطاء إليه، وينفق عمره لحظة بلحظة في بسط مظلة الخير على الجميع. لعبت دورا في رسم خريطة طريق العمل الإنساني في مناطق المملكة المختلفة، فكانت إنسانة مشغولة باستمرار بمعاناة الآخرين فقد كانت الأميرة سارة العنقري نفحة حب وواحة ظل تغيث دائما من اكتوى بنار الألم. إن مسيرة الراحلة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية شكلت نقطة مضيئة في حياتها كأنموذج مشرق في الجد والاجتهاد والعمل الوطني الفاعل الذي أبرزته منجزاتها. امتد عطاؤها إلى الكثير من مدن المملكة من مكةالمكرمة إلى المدينةالمنورة إلى تبوك، على سبيل المثال فقط ساهمت في إنشاء المدارس وإنشاء مراكز لرعاية الأمومة والطفولة عموما وذوي الاحتياجات الخاصة أيضا، وتقديم والمساعدات الاجتماعية المختلفة، وتقديم مساعدات عاجلة للمرضى. ومن الأمور الملفتة للنظر في منهجية العمل الإنساني لدى الأميرة أنها لا تعتمد على الأداء العشوائي بل على الدراسات العلمية المنظمة التي تشكل نتائجها مصابيح هداية تستضيء بها من أجل تلمس أوجه العمل الإنساني وخرائطه الأكثر موضوعية والتي يمكن أن يكون لها مردود عالي الإيجابية على المجتمع الذي تعيش فيه. لذلك نجد الأميرة عندما فكرت في تخفيف آلام المعاقين فقد بدأت طريقها بإجراء أول دراسة علمية عن المعاقين بمنطقة تبوك قامت بتنفيذها جمعية الملك خالد الخيرية النسائية خلال فترة رئاستها لها، وقد تم تطبيق هذه الدراسة على 262 معوقا مسجلين بخدمات وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وقد كان لهذه الدراسة أصداء واسعة عام 1403ه. إنها تنطلق في عملها الإنساني من مجموعة من المفاهيم الواضحة والأفكار الثابتة، حيث إن لها رؤية خاصة في العمل الإنساني، فالإيمان بالخير قيمة، والعمل الإنساني معنى كبير يعمق الإحساس بالحياة، والتخطيط العلمي السليم يجعل الخير دائما في أيدي مستحقيه، ويؤدي إلى توظيف العمل الإنساني كأداة من أدوات التنمية، ومن أراد أن يفهم هذه المعاني ويستجلي مراميها فيكفيه في ذلك أن يراجع تجربة الأميرة سارة العنقري وفي ظل سحابات العطاء التي أظلت بها الكثيرين. رحمها الله وأسكنها فسيح جناته.