زيارة إلى قوقل والمستقبل

يسمونه قوقلبلكس Googleplex في منطقة ماونتين فيو. روح المكان كأنك في سيرك. توجد دراجات بألوان قوقل الأصفر والأحمر والأزرق والأخضر والبرتقالي يركبها أي شخص للتجول وإن لم يكن من موظفي الشركة. هذا مركز أعمال شركة قوقل. شديد الحراسة وكنا نحمل بطاقة تعريف وفحصت وسئلت عدة مرات عنها. كامرات في كل مكان ومعك مرافق. عندما تدخل إلى داخلها والتي قيمتها اليوم في السوق قاربت أربعمائة مليار دولار تشعر كأنك في زيارة في داخل مركبة فضائية في المستقبل. وتقريبا على بعد ساعة بالسيارة من سان فرانسيسكو تجد تلك العلامة التجارية العالمية.
والأجمل أنها مدينة متكاملة بشوارع ومبانٍ ومواقف وخدمات تجارية كاملة. أنت لا تحتاج إلى أي شيء من خارج قوقل. وتعرف أسباب التخلف في العالم الآخر خارجها. لأن متخِذ القرار في العالم الآخر من مستوى أناني ومحدود وعنصري هو عكس ثقافة قوقل من فرق وغير محدودية ولكل البشر. الموظفون العاملون من كل دولة في العالم بلا تحديد. يتكلمون كل لغات العالم. لا توجد حدود. ولا نوم.
يسمونها أربعة وعشرين سبعة أي أربعة وعشرين ساعة وسبعة أيام. لا يهم عيد أو حرب أو أين في أي مكان في العالم. قوقل لديها خرائط ظرفية تشاهد ما يفعله طفل في بنغلادش في لعبة بريئة وناشط سياسي في مصر في صفحة سياسية وراهب في الفاتيكان يدعو لدينه وعسكري في روسيا يبحث عن معلومات عن منطقة في أوكرانيا. لديهم تحليلات حية لكل بلد فيه نشاط بحثي.
يتابعون ما تفعله المرأة أو الطفل أو الرجل أو المراهق أو العجوز. يحللون كل شيء ويبيعون المعلومات ويستخدمونها لصنع منتجات وبيعها والدخول في شراكات معقدة. ما نشاهده في الآي باد أو الهاتف على شاشة صغيرة تجده عندهم في مركز تقف في غرفة وأمامك الفار اليدوي لتدير شاشة بحجم جدار دائري كبير وكأنك في طائرة بثلاثة أبعاد. تتجول بالألوان وبصورة تقريبا حية لكل مكان في الأرض.
وتختلف عن ما يشاهده المطلع لاختلاف الوقت. تكتب العنوان ويطير بك الجدار بسرعة كبيرة فورا إلى حيث تريد. قوة النت لا مثيل لها في أي مكان بالعالم. كان قيمة السهم 50 دولارا عام 2005 اليوم السهم عشرة أضعاف ذلك السعر. يدفعون لمديرة مالية جديدة للشركة روث بورات المديرة المالية حاليا لمورغان ستانلي 70 مليون دولار سنويا كراتب في عام 2016 لأن المدير المالي الحالي باتريك بشيت سيترك.
المنافسة من أبل ومن فيس بوك تشتد على قوقل. ولهذا قوقل لديها سرعة في إخراج منتجات جديدة للمنافسة. ولديها منتجات لا يعرفها معظم مستخدمي قوقل. فهنالك أكثر من 160 منتجا لا يسعني الحديث عنها هنا.
بل توجد لغة للكود خاصة بهم. ستكون هنالك مفاجآت لا تخطر على بال مستخدمي النت في القريب. نحن ندخل عهدا جديدا وغريبا وسريعا ومتغيرا ومتجددا اسمه المستقبل..