يكاد يكون الهلال استثناء في علاقته بجماهيره في هذا الموسم الصعب، الذي وإن كان قد فقد حضورها في المدرجات على مستوى أقل من المواسم السابقة، إلا أن تبنيها دورا أكثر أهمية خارج هذا الميدان وعبر وسائل التواصل الاجتماعي كان أكثر فعالية وأقوى تأثيرا حين أقالت إدارة النادي السابقة والمدرب الروماني ريجيكامبف ومواطنه بنتلي، وما يحسب لها أن كانت فعلا صانعة القرار في إحداث هذا التغيير الكبير والإيجابي وإعادة التوازن للزعيم. ويسير الهلال بمعية مدربه اليوناني دونيس إلى بر الآمان متجاوزا أزمة التراجع التي طالت الفريق في هذا الموسم الصعب، إذ يبدو أن الأمور جاءت على خير ما يرام بعد طي صفحة الروماني ريجي الذي يراه كثير من النقاد دون طموحات الزعيم ونجومه، وبرحيل الإدارة السابقة التي مارست دور أجدى نفعا بعد رحيلها من خلال الدعم المستمر للإدارة المؤقتة. ويمكن القول إن هلال اليونان وبكل وضوح فاق هلال الرومان رغم غياب اللاعب ساماراس بسبب الإصابة وعدم الاستفادة منه فعليا، ولعل الصبغة التي أحدثها دونيس في شهرين تقريبا كانت كافية لتبرهن على أنه يعرف ما يفعل وماذا يريد على مستوى البطولات الثلاث التي يقارع فيها الأزرق الأندية القوية محليا وخارجيا. فالفوز على هجر الذي عجز ريجي عن هزيمته جعل المدرب الحالي محل إعجاب أنصار فريقه، التي تضاعفت طموحاتها في تحقيق الألقاب الثلاثة رغم أنها كانت تريد الخروج بالفريق من دوامة الانتكاسات التي واكبتها منذ ريحل سامي الجابر وقدم خلفه الروماني. ولعل في حديث لاعب الهلال ومدافعه الأبرز ديجاو رسالة واضحة عن ما فعله اليوناني بالفريق، وتأثيره الواضح على عطاء النجوم داخل الميدان، حين قال: دونيس مدرب رائع جدا، وفي أسبوع واحد فقط شعرنا بالفرق معه، رجل يحترم عمله، ويتعامل مع الكل باحترام بخلاف المدرب السابق «ريجي». وحقق دونيس حتى اللحظة 8 انتصارات متتالية في الدوري ضد الخليج والفتح والشباب والتعاون والفيصلي. حيث برهن على أنه مدرب قوي وصاحب شخصية جيدة من خلال تنويع العناصر وفرض الانضباط داخل وخارج الميدان، وحقق معه الفريق الفوز في مباريات الخليج بهدف دون مقابل ثم مع الفتح بثلاثة أهداف دون مقابل فالشباب بهدف دون مقابل في مباراة قوية، قبل أن يتعادل مع فريق فولاذ الإيراني خارج الديار سلبيا في البطولة الآسيوية ثم يحقق فوزا على الجيل برباعية مقابل هدف في مستهل مواجهات الفريق في كأس خادم الحرمين الشريفين، ليعود بعدها لسلسة الانتصارات وليحقق الفوز على التعاون بهدف دون مقابل ثم على فولاذ الإيراني بهدفين دون مقابل في البطولة الآسيوية قبل أن يهزم الفيصلي بثلاثية نظيفة ليضع أخيرا بصمة تميزه على فريق هجر بسداسية في كأس الملك. وما يحسب لدونيس أولا وأخيرا أنه يتعامل مع الغيابات بشكل مميز حيث قدم درسا في منطقة المحور بعد تعرضه لظروف محرجة أمام فولاذ بتغيير طريقة اللعب، كما أنه منح الثقة للمجتهدين وتنويع الأسماء من مواجهة لأخرى، ما جعله يتفادى حرج الغيابات والإصابات ولمع في فترته عدد من النجوم الشباب ففي الهجوم أعاد توهج السالم وراهن على حيوية خالد الكعبي وفي الدفاع قدم محمد جحفلي وعبدالله الشامخ وعزز الوسط بالحضور اللافت للنجم فيصل دروي وعودة النجم عبدالعزيز الدوسري للتألق، فيما كان قراره بإشراك خالد شراحيلي أساسيا محط إعجاب الجماهير التي شعرت بالرؤية الجيدة له وطالبت بالتجديد معه خاصة أنه قريب من اللاعبين.