لن أخفف من وطأة خروج الأهلي من الكأس الأغلى وأقول عادي، ولن أغضب وأنسف بعد هذا الخروج مقدرات فريق هو اليوم الأجمل في مسيرة موسم لم ينتهِ! القادسية بحسابات كرة القدم فجر المفاجأة ولا غرو في ذلك، فمثل هذه المفاجأة تحدث في أكبر دوريات العالم ويتعاملون معها على أنها فنتازيا كرة القدم! لكن، وهذا المهم، يجب أن يستثمرها جروس لمصلحة ما تبقى من مباريات في الدوري وآسيا التي هي مطلب كل أهلاوي، فما بين الأمس واليوم وباكر استحقاقات أهلاوية كل مباراة لها ثمن، وإن فصلت الحكاية قد أحمس آخرين يهمهم سقوط الأهلي قبل انتصار فرقهم، وهذه من مسلمات التنافس الرياضي الذي جماله مرات في بعض هذه المماحكات! أعرف أن أكثر المتألمين من هذه الخروج هم اللاعبون، وأعرف أن جروس ساهم في الألم بصورة أو بأخرى، لكنني أدرك أن رب ضارة نافعة، فمن عمق الأزمات بل المفاجأة تولد النجاحات، ولهذا أقول رب خسارة نافعة يا أهلي! أما من ركبوا موجة فلان يتحمل وفلان يجب محاسبته، فهذه عبارة لا يعول عليها ولا يمكن الاعتداد بها في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة للأهلي الفريق والأهلي الجمهور والأهلي النادي، وينبغي أن لا ننجر إلى معركة القوي من ينتقد والشجاع من يضخم العبارات ويضعها في سياق يخدمه ولا يخدم الأهلي الذي يحتاج إلى صوت العقل أكثر من صوت الجاهل!! أما الشامتون، فهذه فرصتهم التي جاءت لهم على طبق من ذهب ولا يمكن أن يفوتوها، وعليه دعوهم يتنفسوا بعد أن عذبهم الأهلي على أكثر من صعيد، وهذا حال الرياضة هناك من يفرح لعثرة المنافس أكثر من فرحه لفوز فريقه أحيانا! ثمة من يسأل: لماذا أراح جروس تيسير واللعب بماجد عسيري وعبدالشافي وبصاص احتياط، وهي أسئلة تحترم، لكن بعض الأسئلة جمالها في عدم الإجابة عليها والأسباب عد ولا تغلط! أحترم آراء كل الأهلاويين حيال ما حدث لفريق كبير من فريق صغير، ولكن ضد الانفعال والتشنج في هذه المرحلة بالذات!! وأقدر توجه بعض وسائل الإعلام التي لقيت في هذه المباراة متنفسا لبث عبارات الإحباط بين اللاعبين والمدرب، وهو توجه لا ينطلي على جماهير الأهلي التي تعرف أن أبو نية في النهاية يكسب أبو نيتين. كنت أتمنى في ظل التغيرات التي أحدثها جروس لو أشرك الحارس الشاب الرحيلي وأراح المعيوف، أقول كنت أتمنى فقط! هل عرف الأهلاويون الآن معنى هارد لك أكيد عرفوها ويتمنون أن لا يسمعوها في مباراة أخرى، ولا سيما أن القادم شعاره لا للخسارة! أتوقع أن لاعبي الأهلي تلقوا درسا متعوبا عليه أمام القادسية، وهو درس ربما يكون الخطوة الأولى على درب بطولة هو الأحق بها وإن غضب أصدقائي النصراويون! أخيرا، ودي أقول إن المحبة عطا وانت بخيل!.