أكد مندوب المملكة لدى الأممالمتحدة السفير عبد الله المعلمي، أن تأييد مجلس الأمن بالاجماع لمشروع القرار العربي حول اليمن تحت الفصل السابع، يعد انتصارا للشعب اليمني ودليلا على الدور الفاعل لمجلس الأمن في مواجهة أي تمرد غير شرعي مثل تمرد ميليشيات الحوثي بدعم من الرئيس اليمني السابق صالح. وقال المعلمي في حوار اجرته «عكاظ»: إن المملكة استجابت لرغبة الرئيس اليمني هادي واطلقت «عاصفة الحزم». مؤكدا ان الرياض ترحب بكل الأطراف اليمنية للحوار دون استثناء، مبينا أن الحوار سيكون يمنيا - يمنيا ويجب أن يظل كذلك. فإلى نص الحوار: • نبارك لكم هذا الانتصار السياسي في مجلس الأمن، كيف تنظرون إلى هذا القرار؟ •• هذا الانتصار هو لكل افراد الشعب اليمني الذي يبحث عن الاستقرار والحياة الكريمة وهو انتصار للعدالة الدولية، فضلا عن كونه انتصارا سياسيا للدبلوماسية الخليجية والعربية. • أين كانت تكمن الصعوبة في استخراج هذا القرار؟ •• الصعوبة تكمن في تعدد النقاط في المشروع المقدم لمجلس الأمن حيث إن المشروع كان شاملا لكل جوانب القضية، كما أن تعدد الأطراف الدولية والدخول في مفاوضات مع كافة الأطراف كان يشكل منعطفا صعبا أمام القرار الذي تم التوصل إليه بفضل الله ثم بفضل العمل الدؤوب للدبلوماسية السعودية والخليجية، فضلا عن دعم الدول الاسلامية والصديقة الأخرى. • الجانب الروسي دائما ما يكون حجر عثرة أمام مطالبات الشعوب، كيف تم التوافق معه؟ •• الروس كبقية الدول يرتبطون بمصالح مشتركة مع الدول الأخرى ويسعون للحفاظ على تلك المصالح، ولاشك ان المفاوضات كانت صعبة ولكن في نهاية المطاف استطعنا الحصول على مبتغانا والظفر بالقرار الأممي. • هل وجدتم دعما من أمريكا وبريطانيا لعاصفة الحزم؟ •• نعم كان هناك تعاون مطلق من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا باعتبارها دولا راعية للقرار وكان هناك تفهم وتجاوب من الصين ومن بقية الدول الأخرى وكان هناك ايضا تفهم من الروس في نهاية المطاف وتوصلنا معهم لحلول مقبولة تضمن عدم تعطيل القرار. • هل كان باستطاعة الروس تعطيل القرار؟ •• نعم بدون ادنى شك، كانت روسيا تستطيع تعطيل القرار باستخدام حق الفيتو بحكم انها دولة عظمى. • الجهود الخليجية والعربية نجحت في اليمن ولكنها لم تنجح في استصدار قرار من مجلس الأمن يوقف مجازر بشار، كيف ترون ذلك؟ •• بالعكس تماما كان هناك جهود كبيرة وما زالت الجهود مستمرة لحل الأزمة السورية، كما أننا نحاول بكل ما اوتينا من قوة لايقاف مجازر بشار، صحيح بأننا لم نتمكن من استصدار قرار من مجلس الأمن بهذا الخصوص ولكننا استصدرنا عدة قرارات باغلبية كبيرة جدا وهذا يعكس اجماع المجتمع الدولي بأسره على نصرة الشعب السوري أمام عدوان النظام، وكان آخر قرار باغلبية 122 صوتا ضد 12 صوتا، ومن هنا لا نستطيع أن نقول إننا تراخينا عن تأييد الشعب السوري وتحقيق مطالبه العادلة والمشروعة. • لكن تلك القرارات لم تخفف معاناة الشعب السوري؟ •• غير صحيح فقد أدت تلك القرارات إلى دخول المساعدات الانسانية التي كان يفتقدها الشعب السوري ، فضلا عن ارسال مبعوث سياسي، كما أدت تلك القرارات الى بيان جنيف وكانت اساس للعمل الدبلوماسي والتسوية السياسية بل إن تلك القرارات تمثل اطارا للشرعية وتعتبر جزءا مكملا للعمل على الأرض ويعكس استصدار تلك القرارات جدية السعي لحل أزمة الشعب السوري. • وهل ترى الدول العربية بأن استصدار تلك القرارات يكفي في حين أن أطفال سوريا ما زالوا يواجهون براميل النظام؟ •• إن قرارات الأممالمتحدة ليست بديلا عن العمل على الارض وهناك لبس في فهم البعض ممن يتوقعون بأن الأممالمتحدة تحل المشاكل عن الارض، لكن نحن عملنا ما علينا وما زلنا نعمل والجزء المتبقي لا بد أن يتم على ساحة الميدان. • كيف تنظرون حيال علاقتنا مع الجانب الروسي؟ •• علاقتنا جيدة مع روسيا، ونتعاون وتفاهم، نختلف معهم في بعض المجالات ونتفق معهم في مجالات أخرى ولا يوجد مجال للغضب في العلاقات الدولية فنحن نتعامل معهم بمقياس الندية والاحترام المتبادل. • الكثير كان متخوفا من موقف روسي متعنت كما هي العادة ولكن ظفرتم بالنتيجة الأهم؟ •• الحمد لله تيسرت الأمور وتم استصدار القرار الأممي الذي بموجبه سيأخذ الشعب اليمني كامل حقوقه وسيعود الاستقرار والأمن لليمن. • اذا ما استمرت «عاصفة الحزم» في دك حصون الانقلابيين، هل تتوقعون موقفا روسيا يعطل هذا الأمر؟ •• لا، لن يفعلوا ذلك وستستمر عاصفة الحزم إلى أن تعود الشرعية لليمن.