في الوقت الذي تمضي فيه «عاصفة الحزم» قدما في تحقيق الأهداف المرسومة لها استجابة لاستغاثة الرئيس اليمني ودعما لشرعيته لاقتلاع الحوثيين المتآمرين على اليمن بنجاح كبير وصفه مراقبون بأنه فاق التوقعات حتى الآن، خططت القيادة اليمنية الشرعية لبدء مرحلة جديدة في إدارة الأزمة اليمنية عبر التلاقي مع «عاصفة الحزم» ودعمها على الأرض عبر تجييش الشراع اليمني والمقاومة الشعبية ضد المخلوع صالح والمتمرد الحوثي. وفي هذا السياق، يمكن فهم القرارات الجديدة للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، والتي بدأها بإعادة هيكلة مؤسسة الرئاسة ثم الجيش، وأخيرا تعيينه للمهندس خالد بحاح نائبا للرئيس إلى جانب مهامه في رئاسة الحكومة اليمنية، على أنها خطوة إيجابية للغاية لدعم الحراك اليمني للمؤسسات الشرعية لإرساء الأمن والاستقرار في اليمن وإنهاء الانقلاب الذي فرضه الحوثيون بالقوة العسكرية، والدعم المطلق للعاصفة لكي تقتلع جذور المتآمرين على اليمن, وتأكيد مجلس الوزراء أن تعيين بحاح نائبا للرئيس خطوة إيجابية يعكس إهتمام المملكة بدعم الشرعية. وتأتي هذه التغييرات في مؤسسات الدولة اليمنية الشرعية للتعاطي مع المرحلة الجديدة والقادمة التي ينتظر أن تواجه اليمن في ما بعد «عاصفة الحزم»، كما أنها تتوازى مع الدعم والمساندة للجان المقاومة الشعبية في الداخل اليمني، والتي ينبغي تفعيل الدعم اللوجستي لها في مختلف المحافظات، للانطلاق نحو مرحلة العمل الجاد الذي ينتظره اليمنيون لبناء دولتهم المدنية الحديثة، بعيدا عن دعاة الطائفية ومروجي الفتن والمؤامرات. والمملكة عندما تدعم مؤسسات الشرعية اليمنية، فإنها تدعم الحق ضد الباطل لتحقيق إرادة الشعب المتمسك بشرعيته ضد المتآمرين والعملاء. إن «عاصفة الحزم» التي ألجمت طموحات إيران ووضعت حدا لأطماعها التوسعية في المنطقة العربية وكسرت ظهر الحوثي وعملائه، ستستمر حتى تعود الشرعية اليمنية إلى صنعاء ويمارس الرئيس هادي ونائبه أعمالهما على كامل التراب اليمني باعتبارهما رمزين للشرعية اليمنية. وكل ما نتمناه أن يتمكن ثنائي هادي - بحاح من تحقيق تطلعات الشعب اليمني في هذه الظروف الصعبة. فهيم الحامد