دقائق معدودة تفصل بين جحيم الهجمات الحوثية، والنجاة من غارات «عاصفة الحزم» التي تستهدف الحوثيين الذين لا يتورعون عن الاندساس وسط المدنيين واستخدامهم دروعاً بشرية، إلى بر الأمان السعودي. نحو 1000 عابر للحدود اليمنية يومياً باتجاه «منفذ الطوال» السعودي، هرباً من الموت على أيدي الحوثيين. بعض القادمين من اليمن أتوا سيراً على الأقدام، وبعضهم بمركبات الدفع الرباعي في البلد المعروف بوعورة تضاريسه. النوع الأول يسلك ممراً للمشاة لا يتجاوز طوله 500 متر وخصص لهم على مدار 24 ساعة. وإلى جوار مسار «المشاة» تتعدد مسارات المركبات للمسافرين ذهاباً وإياباً، تحيط بهم مرافق الخدمات المعنية بإنهاء إجراءات سفرهم، أحدها مسار للجمارك، التي ينتشر مفتشوها وبعض «مفتشاتها» للتدقيق والتفتيش، بأيديهم تارة، وبأشعة الفحص تارة أخرى، وبين هذه وتلك تظهر الوسائل «البوليسية» لقطع دابر محاولات التهريب من تحت هياكل المركبات. ما إن تنتهي مرحلة التفتيش الشخصي لأولئك القادمين مشياً حتى يجدوا أنفسهم في العراء، أمامهم بعض سائقي الأجرة، والناقلين المحليين لنقلهم إلى وجهاتهم التالية. كل هذا يتم في مشهد «اعتيادي» كما يراه المدير العام لجمرك الطوال زياد البلوي، الذي أكد ل«الحياة» أن إجراءت الجمرك تتم وفق أساليب احترافية تضمن منع دخول الأسلحة والمتفجرات والممنوعات بأنواعها إلى السعودية. وعلى الطرف الأيسر من المنفذ، باتجاه السعودية، شكلت الشاحنات العملاقة وعربات النقل الثقيل رتلاً غير عسكري من شحنات البضائع والمنتجات الزراعية، تمضي يومها كاملاً متوقفة، تاركة حمولتها تحت عيون المراقبين، حتى تُعطى الضوء الأخضر بالدخول إلى المملكة. وبدا مدير الجوازات بمنفذ الطوال الحدودي الرائد حسن صميلي واثقاً من سرعة إنجاز زملائه أوراق عبور أكثر من 1000 مسافر يومياً بين البلدين. وقال ل«الحياة»: «هناك انخفاض في أعداد العابرين إلى اليمن منذ بداية «عاصفة الحزم»، في وقت تزايدت فيه أعداد القادمين إلى السعودية والعابرين من خلالها إلى دول أخرى، وخصوصاً الرعايا الأجانب في اليمن». ووسط صالة مكيفة ومهيأة، توزع لجنة حكومية مئات من الوجبات الخفيفة على المسافرين من الجنسين، قبل أن يحصلوا على جوازاتهم مختومة بتصريح الدخول إلى السعودية عبر 20 نافذة، يقف خلفها رجال الجوازات، وأمامهم أجهزة البصمة لتصوير بصمات كل عابر للحدود، وهذا ما يؤكده الرائد صميلي بقوله: «نظام البصمة معمول به في كل المنافذ، ولا تستثنى من ذلك حتى الجاليات المقيمة في اليمن الراغبة في الدخول عبر منفذ الطوال خلال «عاصفة الحزم»، ويتم استقبالها وإنهاء إجراءات دخولها في وقت وجيز، بما فيها نظام البصمة، بالتنسيق مع وزارة الخارجية وممثليات الدول التي تجلي رعاياها».