منذ أن انطلقت عملية عاصفة الحزم قبل نحو أسبوعين، وهي تحظى بدعم وتأييد شامل من الأمة العربية والإسلامية والعالم، لأن الجميع أدرك يقينا أن تحالف دعم الشرعية في اليمن الذي تقوده المملكة، كان بمثابة الخيار الضروري، بعد ان استنفد المجتمع الدولي والإقليمي كل الخيارات مع ميليشيات التمرد الحوثية التي اختطفت اليمن ومكتسباته ومقدراته بدعم ميليشيات صالح والباسيج الإيراني. ومن هذا المنطلق، جاءت تأكيدات مجلس الوزراء أمس الأول، على أن المملكة ليست داعية للحرب، وأن «عاصفة الحزم» جاءت لإغاثة بلد جار وشعب مكلوم، وقيادة شرعية استنجدت لوقف العبث بأمن اليمن ومقدراته، والحفاظ على استقلاله وسيادته. وعندما تحركت المملكة عسكريا في اليمن فهي تحركت للدفاع عن الشرعية اليمنية ولإنقاذ الشعب اليمني الذي عاش تحت رحمة الحركة الحوثية المتمردة. ولا شك أن حالتي التخبط والصدمة اللتين يعيش فيهما الانقلابيون وحلفاؤهم من الموالين للرئيس المخلوع صالح بفعل ضربات العاصفة المدمرة التي تهدف في المقام الأول لتدمير القوة العسكرية للحوثي وصالح، الأمر الذي دفعهم إلى استهداف مستودعات الغذاء وخزانات مياه الشرب ومحطات الكهرباء في عدن وغيرها من مناطق اليمن وهي ممتلكات يمنية، فضلا عن بث الرعب والفزع في صفوف الشعب اليمني تارة عبر استخدام الغازات السامة، ومن خلال عمليات الخطف والاعتقال تارة أخرى. وعندما يتحدث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مخاطبا رجال القوات المسلحة البواسل، بأن قواتنا المسلحة تدافع عن ديننا قبل كل شيء، وعن بلاد الحرمين، فإنه يؤكد أن المملكة قوية برجالها وتستطيع الدفاع عن حدودها وأمنها الداخلي. ونؤكد مرة أخرى.. لسنا دعاة حرب، وإذا دقت طبولها فإن قواتنا ستكون للأعداء بالمرصاد.