تحدث عدد من المثقفين عن دور المثقف في ترسيخ مبادئ المواطنة وقيم الولاء للوطن التي تأتي بدافع الحب والاخلاص. وقال الاكاديمي المتخصص في النقد والادب عبدالمحسن القحطاني إن المواطن هو نبتة داخل هذا الوطن ولا شك في انتمائه له ناهيك عن المثقف الذي يعي دوره في هذا المجتمع لأن الوطن هو الهوية الحقيقية له فبدونه لا هوية له ومع ذلك نجد الانسان في سفره يعتز بجوازه لأنه يثبت هويته ويحافظ عليه. وعبرت الكاتبة والروائية مها باعشن عن الوطن بقولها: الوطن ليس هوية انتمي اليها فقط، هو انتماء روحي لتلك الارض التي اعيش من خيرها واقابل عرفانها بالوفاء والولاء والمحبة والاخلاص. وقبل ان اقول ان للمثقف دورا، اقول ان للاب والام دورا في غرس خصال الاخلاص والمسؤولية عند ابنائهم تجاه الوطن، وتأتي ادوار لجهات اخرى منها المثقفون واهمها نشر روح السلام والتوازن الفكري والسلم وثقافة الوعي عند القارئ، فما تتعرض اليه اليوم مملكتنا يجعلنا نوجه رسالات كثيرة منها عدم الاستماع الى مصادر غير موثوق بها وعدم تداول الرسائل المحرضة للفتن ونشر الشائعات التي تغبن النفوس بالحقد، وعدم التطرق لمواضيع سياسية تبث الفرقة وتثير روح العنصرية . من جهته، يرى القاص محمد علي قدس أن للوطن حقوقا على مواطنيه في شدته قبل رخائه، ولا يمكننا أن نعبر عن حبنا للوطن إلا في المحن التي تمتحن فيها المشاعر. نبحث كثيرا عن الوطنية والمواطنة، وكيف تكون الوحدة الوطنية، وكيف يكون المواطن صادقا في التعبير عن وطنيته، ويكون أمينا وصالحا بأداء دوره في الانتماء إليه بإخلاص وولاء، كيف يكون عطاؤه المخلص لوطنه، وولاؤه لقادة البلاد، ومن صميم عطائه وما ينتجه مساهما في نهضة الوطن وتنميته، أن يحافظ على أمنه واستقراره، ويكون عينا ساهرة لاستتباب الأمن فيه كجندي من جنود جبهته الداخلية، فلا يخوض في حوارات تزعزع الثقة وتزرع الوهن في النفوس، ولا يثير بأحاديثه وتعليقاته الحقد والضغائن حفاظا على تماسك الوحدة الوطنية وتمتين النسيج الوطني للمجتمع.