انتقد عدد من الأخصائيين شجار الوالدين أمام الأطفال، مشيرين إلى أن ذلك يفرز العديد من السلبيات بين الصغار ويصيبهم بالعديد من المشكلات النفسية، مشددين على أهمية أن يحاول الأبوان احتواء الخلافات بينهما، وأن يعملا على حل أي مشكلة تحدث بينهما بعيدا عن الأبناء. ورأى الأخصائي النفسي بوزارة الصحة أحمد السعيد أن من أصعب المواقف وأكثرها تأثيرا نفسيا على الطفل عندما يرى والديه يتشاجران، مشيرا إلى أن هذه الحالة تؤدي إلى مشكلات سلوكية عدة لدى الأطفال أولها زعزعة ثقته بوالديه ومن ثم بنفسه وقد تفرز مشكلة التبول اللاإرادي عند الطفل ومشكلة المخاوف وربما قضم الأظافر أو ما شابه، لذا ينبغي على الوالدين أن يتفاهما بعيدا عن الاطفال، لكيلا يؤدي ذلك إلى مشكلات سلوكية لديهم. وبين أن غالبية الأطفال يحتفظون بالمواقف المؤثرة في أذهانهم، ويسترجعونها كلما شاهدوا موقفا مشابها لها، موضحا أن شجار الزوجين أمام الأبناء يفرز العديد من السلبيات مثل لجوئهم للسرقة، والعنف مع أقرانه بالمدرسة، ما يؤدي إلى عملية لفت انتباه له كنوع من الانتقام لوالديه وللفت انتباههم. وقال: «لا ننسى حينما يرى الطفل والديه في حالة عنف قد يتعاطف مع أحدهما، ويضمر الكراهية والحقد على الآخر». وذكر الأخصائي الاجتماعي بسجون المنطقة الشرقية عصام سندي أن مشاجرة الزوجين أمام أطفالهما له تأثير سلبي لنفسية الأولاد، خصوصا إن وصل لحد أن يضرب الزوج زوجته فذلك ينعكس على مستواهم الدراسي والثقافي ويسبب لهم عقدا نفسية، لا يمكن أن يتجاوزوها بسهولة، وتحيل الصغار إلى عدوانيين. من جهتها، أفادت الدكتورة حفصة أحمد منشي أستاذة أصول التربية الإسلامية بجامعة حفر الباطن أن للشجار بين الوالدين آثارا سلبية قد تكون على درجة عالية من الخطورة خصوصا على الأطفال، مشيرة إلى أن الأم دائما ما تميل إلى البكاء بالفطرة في حال الشجار، حتى وإن كانت مخطئة ولأنها تمثل للطفل الأمن والأمان فإنه يشعر بأن والده يعتدي على أمنه وأمانه، وكلما كان الشجار عنيفا كلما كان أثره على نفسية الطفل عنيفا فقد يجعله يكره الطرف العنيف وهو في الغالب الوالد. وطالبت سيدة الأعمال غدير أفغاني الأبوين بتلافي الاختلاف والشجار بينهما أمام الأبناء، لافتة إلى أن الخلافات بينهما يولد كثيرا من السلبيات بين الأطفال منها الشعور بعدم الإحساس والأمان، اهتزاز صورة القدوة الحسنة لدى الطفل، تمرد الأبناء مستقبلا على الوالدين والمحيطين بهم. وقالت أفغاني: «على الرغم من تعاطف الطفل مع الطرف الضعيف إلا أنه ينظر إليه نظرة دونية تقلل من احترامه له في المستقبل وعدم الثقة برأيه»، مبينة أنه إذا كان الطفل سبب من أسباب الشجار سيتولد لديه شعور بالإحباط وانعدام الرضى عن النفس مما يؤثر سلبا على نفسيته».