التمريض مهنة.. التمريض وظيفة.. التمريض رعاية.. ولا بد أن نضيف كلمة إنسانية لوصفه فنقول مهنة إنسانية، أصبح التمريض اليوم علما ودراسة (دراسة بكالوريوس خمس سنوات، ماجستير، دكتوراه) لأن التمريض ليس كما يعتقد البعض مجرد مساعدة وتنفيذ لأوامر الطبيب. أتذكر في الثمانينيات الميلادية أن صديقا لي قرر أن يدرس التمريض في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبعد أن قضى سنتين في الدراسة كان سعيداً جداً بهذا العلم فقرر أن يقضي فترة في أحد مستشفيات المملكة وبعد أيام معدودة قرر تغيير التخصص لما رآه من قلة الاهتمام وعدم الاحترام. يرى المؤرخون أنه في العصور القديمة كان التمريض التقليدي يواجه الكثير من التحديات وخاصة عند مقدمي الرعاية التمريضية في القرن الخامس قبل الميلاد، ويصف أبقراط «التمريض المبكر» قائلا إن الرجال هم مقدمي الرعاية والقائمون بمراقبة المرضى، وقد بدأت فكرة الممرضة الزائرة في العصر الروماني ثم تطور علم التمريض وأخلاقياته في العصر الحديث حتى أصبحت وظيفة ممرضة وظيفة مرموقة ومحترمة وسميت الممرضة بالشقيقة أو الأخت. أصبح التمريض مهنة محترمة تركز على رعاية الأفراد والأسر والمجتمعات المحلية والحفاظ على الصحة العامة المثلى وتحسين نوعية الحياة، وتميزت ممارسة التمريض في مجالات مختلفة وعلى نطاق واسع، ومن الناحية العملية والمستوى الفني دائما ما تقوم الممرضة بتوفير العديد من الخدمات والرعاية الصحية وذلك داخل نطاق ما يأمر به الأطباء، وهذا الدور التقليدي لتشكيل الصورة العامة التاريخية للممرضات كمقدمات للرعاية، إلا أنه في الطب والتمريض الحديث تم تغيير العديد من الأنظمة التقليدية والأدوار القديمة فأصبح هناك بعض التغييرات والصلاحيات التي تسمح للممرضة الممارسة تقديم الخدمة بشكل مستقل تبعاً لمستوى علمها وتدريبها. في علم التمريض الحديث قد تضع الممرضة «خطة رعاية صحية» وتعمل بالتعاون مع الأطباء والمعالجين، والمريض، والأسرة وأعضاء آخرين في الفريق الطبي وتركز على الوقاية والعلاج والمتابعة للمريض وذلك لتحسين نوعية وجودة الحياة. (*) أستاذ علم أمراض النساء والولادة بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة.