أكد ل(عكاظ) صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان، أن جميع أبواب المسؤولين بالمنطقة - وهو أولهم - مفتوحة لكل من يرغب في السؤال أو الاستفسار عن أي موضوع، وبالذات للإعلاميين والكتاب والمثقفين، لتفويت الفرصة أمام كل من يريد استغلال الظروف الحالية التي تمر بها المنطقة. وقال سموه بعد التقائه بمشايخ وأعيان ومسؤولي المنطقة: «أطلب وأتمنى من جميع من يحمل القلم أن نتصدى جميعاً للشائعات التي يحاول دائماً الطرف الآخر في مثل هذه الظروف أن يطلقها من أجل زعزعة الأمن وتحقيق أغراض شخصية، ولذلك يجب في هذا الوقت على الجميع تضافر الجهود لنفوت على المتربصين بوطننا الفرصة»، مؤكدا: «للإعلام دور كبير في حماية المجتمع من الشائعات، وأبوابنا وقلوبنا مفتوحة لكل من يريد الحصول على المعلومة الصحيحة». وعن رؤية سموه لدور رجال الأمن البواسل في حماية الوطن، قال سموه: «التقارير اليومية التي تصلنا جميعها تقارير مشجعة، وتؤكد أن رجال الأمن بمختلف مواقعهم هم رجال حماة للوطن، ويوميا نستمع لبيان مستشار سمو وزير الدفاع الذي يؤكد فيه أن رجل الأمن السعودي غيور ومقدام، ونسأل الله أن يمن على رجالات اليمن بالأمن والأمان والاستقرار فأمن اليمن هو أمن المملكة». وقال سموه في تصريح صحافي: «إن جميع التدابير الأمنية في كل المنطقة الجنوبية اتخذت لاستمرارية الأمن والاستقرار، ومنع كل من يحاول النيل من هذا الوطن، وأطمئن الجميع بأن الحياة اليومية تسير بشكل طبيعي»، مشيراً إلى استمرارية الفعاليات والمهرجانات، لكنه قال: «نظراً للظروف الراهنة ستقلص بعض الأنشطة مراعاة لمشاعر إخوتنا اليمنيين ولتفويت الفرصة على البعض من تفسيرها بغير هدفها». وكان سمو أمير المنطقة قد التقى أمس في قصره بمشايخ وأعيان ومسؤولي ومواطني المنطقة، وشكرهم لحضورهم وتجشم بعضهم عناء التعب لقدومهم من مختلف المحافظات، وقال: «اجتماعنا هو جمع خير، فقد تعودنا في هذه البلاد أن نكون مسؤولين ومواطنين يداً وقلباً واحداً، وأن نتحمل جميعنا المسؤولية وأن نقرر أهدافنا وأن نتشاور فيما بيننا، وجمعنا اليوم هو تنفيذ لتوجيهات ولاة الأمر بأن نوضح للجميع كافة الأمور التي تشهدها المنطقة في الوقت الراهن». وأضاف سموه: «هذه البلاد توحدت بفضل الله ثم بتعاون وتكاتف آبائنا وآبائكم وأجدادنا وأجدادكم، جميعهم سالت دماؤهم فوق هذه الأرض الطاهرة بهدف توحيدها وإعلان راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، وقد تحقق ذلك وأصبحت بلادنا كياناً واحداً بعد أن كانت عدة كيانات مشتتة». وقال سموه: «الجمهورية اليمنية هي دولة شقيقة ومجاورة لنا وأمنها أمننا، وهذا ما أكده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبحكمته أعلن إطلاق عاصفة الحزم بهدف إعادة الشرعية إلى أصحابها وإعادة الأمن إلى بلد شقيق مجاور تهمنا مصلحته ويهمنا أمنه واستقراره، وسيتحقق الهدف وستعاد الشرعية إلى أصحابها وسندحر كل من أراد أن ينال من أرض الحرمين الشريفين، ونؤكد هنا أن وقوف المملكة مع الشقيقة اليمن ليس الأول ولن يكون الأخير، فالمملكة تنظر دائما إلى مصالح الدول الشقيقة والإسلامية وتسعى بكل الوسائل السلمية إلى تحقيقها». وأكد سموه أن بعض وسائل الإعلام المغرضة تحاول وبكل الطرق أن تستغل ما يحدث حالياً بزرع الفتن في الوطن من خلال إطلاق بعض الأمور غير الصحيحة، وجميعها تطلق لتحقيق أهداف ومصالح شخصية، وحتى نفوت الفرصة على المغرضين والحاقدين نطمئن الجميع بأن وطننا ومنطقة جازان في أمن وأمان وأن القوات المسلحة ومختلف الأجهزة الأمنية على خط النار ولن يسمحوا لكائن من كان أن يتعدى على شبر واحد أو يمسه، فوطننا غال علينا ومسؤولية حمايته ليست فقط على رجال الأمن بل كما قال رجل الأمن الأول في المملكة - يرحمه الله - صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز أن المواطن هو رجل أمن، لذلك علينا أن نكون عوناً لرجال الأمن وأن نسعى بكل الطرق والوسائل لحماية وطننا. وحذر سموه من الانجراف وراء العاطفة، وقال: «نحن معروفون لدى الجميع أننا أصحاب قلوب عطوفة ورحيمة، لكن في مثل هذه الظروف علينا أن نبتعد عن العاطفة وأن نغلب مصالح الوطن على مصالحنا الخاصة وأن تتضافر جهودنا لحماية وطننا». وزاد: «علينا أيضاً أن نتحمل مسؤوليتنا تجاه وطننا ولن نسمح بأية تجاوزات من أي كائن كان، وعلى كل واحد منا أن يتحمل مسؤولية خطئه، فهذه البلاد آمنة وستبقى آمنة، وسيستمر ولاة أمر هذه البلاد في حرصهم على الخير لإخوانهم في مختلف الدول الشقيقة والإسلامية، ولا نريد للجمهورية اليمنية إلا كل خير وأن نرى الأمن وقد انبسط وتمدد فيها». وحذر سموه الشباب من الانزلاق خلف بعض الإغراءات التي تهدف للتغرير بهم وتحويلهم إلى أداة للتخريب بأمن الوطن، مطالباً كل ولي أمر بأن يحرص على متابعة أبنائه، وطالب جميع المعلمين بتقديم النصح والإرشاد لأبنائهم الطلاب وتنبيههم من السقوط في هاوية التغرير والضياع. واختتم سموه كلمته للحضور بحمد الله على رؤيته لهذا الجمع الذين توافدوا من أجل إعلان تجديد بيعتهم لولاة الأمر وإعلان حبهم وتكاتفهم مع الدولة، مؤكدا أن جميع ولاة الأمر يبادلونهم الحب ويفخرون بهم وأنهم مصدر عزهم. بعد ذلك تقدم العديد من المشايخ والأعيان بإعلان تجديد البيعة وإلقاء العديد من الكلمات التي تعبر عن حبهم لوطنهم وإخلاصهم لولاة أمرهم وتأكيدهم على الوقوف صفاً واحداً أمام كل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن. وأكد ل(عكاظ) العديد من الحضور أنهم فداء للوطن، وقال الشيخ علي بن شيبان بن حسن العامري رئيس محكمة الاستئناف بالمنطقة ورئيس المحكمة الجزائية «إن وقوف المملكة مع الشقيقة اليمن نابع من شيم إسلامية وأن عاصفة الحزم جاءت لردع كل من أراد بالإسلام وأهله سوءا». من جهته قال رئيس المحكمة العامة بالمنطقة الشيخ علي منقري: «إن اجتماع أمير المنطقة بمديري الإدارات الحكومية والمشايخ والمواطنين ليس من أجل تجديد البيعة، لأن ولاءنا وانتماءنا لوطننا باق في كل الظروف، وجاءت عاصفة الحزم للحفاظ على أمن واستقرار اليمن الشقيقة ورد من أراد التشويه بالدين الإسلامي الحنيف». وأضاف الشيخ أحمد حسن الحازمي مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بالمنطقة أن ما قامت به قواتنا المسلحة بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز كان من أجل دحر كيد الكائدين الذين طغوا وأفسدوا في الجمهورية اليمنية، مسببين خطراً على الأمة الإسلامية والعربية وقبل كل شيء على الشرعية اليمنية، مشيرا الى وجود مناشط دعوية خاصة ستنفذ في الشريط الحدودي. من جهته أكد رئيس الغرفة التجارية والاقتصادية بالمنطقة ناصر مريع، أن المجال الاقتصادي طبيعي والحركة في الأسواق لم تتغير وأن الحركة التجارية لم تتأثر إطلاقا فهي على ما كانت عليه في السابق. من جانبه قال الدكتور أحمد سهلي مدير الشؤون الصحية بجازان: «هناك تعليمات من وزير الصحة بدعم المنطقة بالممرضين والأطباء وتعزيز جاهزية المستشفيات في الشريط الحدودي». وأكد محافظ فرسان حسين الدعجاني أن عاصفة الحزم لم تؤثر على الحياة في المحافظة برغم أنها محافظة حدودية، مشيراً إلى أن السكان لم يشعروا بالخوف أو القلق في ظل وجود الأمن والأمان. وأكد حسن الشيفي شيخ قبيلتي المشافي وآل حوفز، أن الجميع في الريث خاصة والمناطق الجبلية عامة يقفون صفاً واحداً ضد كل من يريد المساس بأمن هذا الوطن وزعزعة استقراره. وأكد أحمد محمد الريثي شيخ قبيلة آل صبحة، ولاءهم لحكومة خادم الحرمين الشريفين ووطنهم. وأضاف الشيخ حسن طوهري شيخ شمل الطواهرة في أحد المسارحة أن عاصفة الحزم لنجدة اليمن وأهلها. وقال يحيى الحريصي شيخ قبيلة آل موسى بني حريص في الحشر «جميعنا فداء للمليك والوطن». وقال كل من حسن مثعب شيخ قبيلة آل مورق آل تليد وجبران يحيى التليدي عريفة قبيلة آل مشني من آل تليد «إن السكان يعيشون في قراهم حياة طبيعية ولا يوجد أي خطر عليهم». وألمح موسى الضامري شيخ قبيلة الظوامرة إلى أن السكان يعيشون في كافة القرى بأمن وأمان ورجال الأمن متأهبون لحماية حدودنا. أما شيخ شمل المزايبية بالموسم جبلي مقبول أزيبي فقال «نعيش في أمن وأمان بفضل الله تعالى وبفضل حنكة وسياسة حكومتنا وجنودنا البواسل». وأكد محمد قنوي شيخ شمل صبيا، أن عاصفة الحزم دليل على حنكة قيادتنا لحفظ الأمن وزرع الثقة في نفوس المواطنين. وأشار الشيخ العابد الزاهد النعمي شيخ شمل قرى الملحاء والمخلاف إلى أن إشعال الفتنة في المجتمع السعودي لن يتحقق لأننا متحابون ومتضامنون فهذه بلادنا ولن نرخص ترابها. وقال إبراهيم الذروي شيخ شمل قبائل الحسيني والنجوع «نحن أرواح للوطن وأسوده الضارية وسيوفه القاطعة نثق في حب ولاة أمرنا وحرصهم على تحقيق الأمن لنا». وأضاف أحمد العثواني شيخ شمل بني مالك ورد الياهنية «لا نهاب الحرب في ظل وجود قواتنا البواسل القادرة على القضاء على كل من يحاول النيل من أرضنا». وأكد مرعي حنش الحارثي شيخ قبيلة آل حنش في الحرث، أنهم على استعداد لتقديم أرواحهم وكل ما يملكون دفاعا عن حدود وأمن الوطن. وقال شيخ شمل الموسم حسن أبو طالب «الجميع يرغبون المشاركة والاصطفاف بجانب أبطال القوات المسلحة، للدفاع عن وطنهم». وأكد كل من زهير الجاري شيخ قبيلة آل جاري في أحد المسارحة وشيخ شمل الشرف قاسم قصادي، أن القوات المسلحة قادرة على ردع كل عابث، وعبرا عن حبهم لوطنهم. من جهته قال محافظ الحرث مبارك السبيعي «إن الوضع في قرى الشريط الحدودي مطمئن والحياة تسير بشكل طبيعي». وأكد محمد بن لبدة محافظ أبوعريش أن الجميع على استعداد لبذل الغالي والنفيس في سبيل عزة وطنهم. وقال الشيخ محمد بن منصور هادي مدخلي مدير الشؤون الإسلامية سابقاً إن المملكة واليمن تربطهما علاقة إخاء ومجورة ووقفة المملكة من هذا المنطلق.