أكد اقتصاديون أن مضيق باب المندب يمثل رئة رئيسية للحركة الاقتصادية والتجارية العالمية، وبالتالي فإن عملية عاصفة الحزم التي أطلقتها المملكة وتقودها من بين أهدافها ضمان حرية وحركة الملاحة والتجارة في المضيق عبر منع ميلشيات الحوثي المسلحة في اليمن من السيطرة عليه. وأشاروا إلى أن جزءا مهما من الحركة التجارية العالمية تمر من خلال هذا الممر المائي، وبالتالي فإن المخاوف من تحكم تلك الميليشيات غير المسؤولة في انسيابية الحركة التجارية الاعتيادية في البحر الأحمر، ما يشكل صدمة كبرى للاقتصاد العالمي. وأوضح عبد الرحمن الراشد عضو مجلس إدارة غرفة الشرقية، أن مضيق باب المندب يعد من أهم الممرات المائية العالمية، مشيرا إلى كافة البضائع القادمة من الشرق باتجاه القارة الأوروربية تتخذ مضيق باب المندب مسارا للعبور، مضيفا أن كافة السفن التي تعبر قناة السويس تمر عبر مضيق باب المندب، لافتا إلى أن مضيق باب المندب يمثل أحد أهم الممرات المائية العالمية، فهو إحدى الرئات الرئيسية المتعددة لانتقال الحركة الاقتصادية العالمية بين الدول، وبالتالي فإن السيطرة عليه من جهات غير مسؤولة، يمثل خطورة كبيرة تسهم في عرقلة وإعاقة الحركة الاقتصادية العالمية. وأضاف أن أنظمة الأممالمتحدة تنص على فتح هذه الممرات أمام الحركة التجارية العالمية، بمعنى آخر فإن التلاعب في عملية انسيابية مرور السفن عبر الممرات المائية ومنها باب المندب يؤثر سلبا على حركة التجارة العالمية. ورأى أن تحرك المملكة بإطلاق وقيادة عملية عاصفة الحزم ينطلق من المسؤولة الملقاة على عاتقها، بهدف وقف تمدد المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، وإعادة الاستقرار في المنطقة، من خلال القضاء على تلك الميلشيات غير المسؤولة، التي تهدد استقرار اليمن والدول المجاورة بل وحركة التجارة الدولية في مضيق باب المندب، لافتا إلى أن الأهداف الواضحة التي رسمتها المملكة لإطلاق حملة عاصفة الحزم شكلت إجماعا وتأييدا عالميا، موضحا أن المملكة لا تنظر إلى جماعة الحوثي بحد ذاتها وإنما القضية أكبر من جماعة الحوثي، مشددا في الوقت نفسه أن مضيق باب المندب جزء لا يتجزأ من المنظومة الاقتصادية في العالمي وبالتالي فإن تحرك المملكة ينطلق من الإحساس بالمسؤولية في الحفاظ على الحركة التجارية العالمية والحيلولة دون عرقلة مرور السفن عبر الممر المائي الواقع بالبحر الأحمر. وقال الدكتور إبراهيم القحطاني أستاذ المالية والاقتصاد بجامعة الملك فهد للبترول المعادن: إن مضيق باب المندب من الممرات المائية ذات الأهمية البالغة للاقتصاد العالمي، مشيرا إلى أن أهمية المضيق تكمن في قدرته على اختصار الزمن في وصول البضائع المصدرة من دول شرق آسيا للقارة الأوروبية، مشيرا إلى أن غالبية الشركات المصدرة للبضائع تتخذ مضيق باب المندب مسارا لتجارتها لكونه أقصر من المسارات الأخرى. وأكد أن مضيق باب المندب يمثل أهمية بالغة لمصر، خصوصا جميع البضائع والسفن الداخلة عبر قناة السويس تمر في مضيق باب المندب، بمعنى آخر فإن تعطل عملية المرور في المضيق يدفع السفن للإحجام عن استخدام قناة السويس، ما يؤثر على الاقتصاد المصري، ولاسيما أن مداخيل قناة السويس تمثل جزءا مهما من الدخل القومي لمصر. وأشار إلى أن مضيق باب المندب يمثل للمملكة أهمية بالغة سواء من الناحية الاقتصادية أو السياسية، بمعنى آخر فإن سيطرة جهات غير مرغوب فيها على المضيق يمثل تهديدا كبيرا على السفن السعودية أو البضائع الواردة أو المصدرة من المملكة، لافتا إلى أن القسم الأكبر من النفط يصدر عبر مضيق هرمز، فيما يتم تصدير بعض الشحنات من خلال ميناء رابغ عبر قناة السويس، لافتا إلى أن بعض شحنات النفط تمر عبر مضيق باب المندب وهذه الشحنات لا تشكل نسبة كبرى في الغالب. وشدد على ضرورة إبعاد الممرات المائية التي تؤثر على الحركة الاقتصادية عن الصراعات السياسية الدولية، خصوصا أن إدخال هذه الممرات في الصراعات السياسية يؤثر على الحركة التجارية العالمية بشكل عام.