لا يعرف الطفل أحمد ابن الأربعة أعوام، من الحروب وأزيز الطائرات إلا اسميهما، لكنه ما إن رأى والده الطيار يحزم حقائبه للمشاركة في نداء الواجب، ويغادر المنزل، مودعا الأسرة، داعيا إياهم للدعاء له ولزملائه على الحدود، حتى ارتمى في حضن والده، الذي اعتقد بداية أن طفله، ربما سيتمسك ببقائه معه كعادته في كل مرة يخرج فيها إلى عمله، لكنه هذه المرة وجد ابنه يقول له: «لا تتأخر يا والدي، فالكل في انتظارك لأن تطير سريعا لتحفظ لنا ولكل أخواننا الأمن والأمان». وسرعان ما أودع أحمد الذي يدرس في الروضة، في أذن والده، كلمات تردد صداها، حيث قال له، أحبك يا بابا، وأتمنى أن أكون طيارا شجاعا مثلك، لأشارك في الحروب. ولم تكن تلك الكلمات الشفوية وحدها تجسد مدى الولاء والوفاء الذي تعلمه أبناء الطيارين المشاركين في عملية «عاصفة الحزم»، للأرض التي يعيشون عليها، وللسماء التي يستظلون بها، حيث ترجمت الطفلة رغد ناصر التي تدرس في الصف الرابع، حبها لوالدها، وإيمانها بدوره البطولي للدفاع عن الوطن، برسالة قالت فيها: «الله يحفظك يا بابا، ويحمي وطننا من المعتدي»، معربة عن أملها أن تستطيع قيادة الطائرة مثل والدها، لتدافع عن الوطن من كيد الكائدين. أما محمد السبيعي ابن أحد الطيارين، والذي يدرس في الصف الأول المتوسط، فأعرب ل«عكاظ» عن فخره بوالده لوجوده ضمن كوكبة الأبطال في القوات الجوية الملكية السعودية، متمنيا أن يكون مثله مدافعا عن الوطن، ومؤكدا أن ما يقوم به والده عمل بطولي وواجب على الجميع. وأوضح خالد بن جبر الطالب في الصف الثالث الثانوي، أن أمله الالتحاق بكلية الملك فيصل الجوية ليكون مثل شقيقه الذي يعمل طيارا في القوات الجوية الملكية السعودية، مبديا فخره واعتزازه بمشاركة شقيقه في عاصفة الحزم ودفاعه عن وطنه.