ليس تقليلا من فوز فريق الأهلي على فريق النصر في لقاء القمة الأخير الذي انتهى لصالحه بأربعة أهداف لثلاثة في مباراة غيرت من وجه الدوري السعودي كثيرا وقربت المنافسين من بعضهم البعض وأشعلت فتيل الدوري ووسعت المنافسة لتكون لأربعة فرق بدلا من فريقين هما النصر والأهلي، ولكن القاعدة الرياضية لكل مباراة تؤكد أن هناك أسباب فوز وأيضا هناك أسباب خسارة، فما هي أسباب خسارة النصر من الأهلي وهو الذي كان متقدما بهدفين لصفر. أخطاء فنية كوارثية بعيدا عن الأخطاء التحكيمية التي قال عنها البعض، هناك أخطاء جذرية وحقيقية كان فارسها الأول وبدون منازع هو مدرب فريق النصر داسيلفا الذي تخدر كليا مع هدفي النصر مما جعل «الشيطان» يوسوس له أنه نجح في بنود خطته التي وضعها لمقابلة الأهلي والتي بدأها بتخبط عجيب وغريب وهو إشراك اللاعب شايع شراحيلي في الظهير الأيمن وإبقاء خالد الغامدي في الاحتياط في تصرف غريب لا يمكن لأحد أن يصل إلى تفسير له مهما تحدثنا عن إمكانيات شراحيلي، فهذا التغيير في تشكيلة النصر كان الطامة الكبرى والقنبلة التي كان يتوقعها العارفون بالشأن النصراوي منذ انطلاقة المباراة ولكن داسيلفا أصر على وجهة نظره العجيبة وزادها إصرار الهدفين الأولين للنصر مما جعله يمضي بالشوط الأول بهذا الاتجاه الصعب جدا على النصر، فقد رأينا معاناة شراحيلي في عملية الدفاع والتي كان يستخدم فيها يديه بشكل واضح وتسبب في عدة أخطاء وهدفين للأهلي ضربة الجزاء الأولى والثانية التي بدأت بخطأ ارتكبه شراحيلي خارج ال18 النصراوية. تعديل بعد فوات الأوان بعد تعديل الاهلي لأوضاعه في المباراة وسير المباراة لصالحه عاد داسيلفا هو الآخر لتعديل خطته بعد خول خالد الغامدي لمركزه في الظهير الأيمن ولعب شراحيلي في الوسط الأيسر النصراوي المتقدم ليشكل مع حسين عبدالغني وأدريان مثلث رعب للأهلي جعل النصر يضغط بقوة على ضيفه وكاد أن يتحقق التعادل ولكن الوقت لم يعد يسعف النصر للتعديل رغم تعديل الخطة النصراوية متأخرا والتي تمثلت أيضا بتعديل الخطأ الآخر الذي ارتكبه داسيلفا بإشراك أحمد الفريدي منذ البداية على حساب يحيى الشهري المتألق والذي كان يحتاجه النصر بشدة في هذه المباراة، فقد كان الفريدي تائها طوال المباراة وكانت جميع تمريراته خاطئة بنسبة كبيرة جدا، وكان من المفترض أن يكون تواجده في الشوط الثاني وليس منذ بداية المباراة ولكن هي قناعة المدرب التي تسببت من وجهة نظري في خسارة النصر للمباراة، كما أن تنقل أدريان من الجهة اليمنى للجهة اليسرى وعدم ثباته شتت جهود اللاعب وأرهقه كثيرا ولم يظهر في اللقاء بما عرف عنه، وكان من المفترض تثبيته في الجهة اليسرى مع شراحيلي وعبدالغني وقريبا منهم عوض خميس، وهذه الأخطاء من داسيلفا استمرت حتى أثناء المباراة حيث قام بتغيير للاعب المؤثر فابيان والذي كان يمثل جبهة إزعاج للأهلي ويحد كثيرا من انطلاقات سلمان المؤشر وإخراجه له من دون أن يكون هناك أي مبرر لهذا التغيير إلا إذا كانت لياقة اللاعب لم تساعده لإنهاء المباراة فهذا أمر مقبول أما إذا لياقته تساعده فيمكن أن يضاف هذا الخطأ إلى الأخطاء الكبيرة والجسيمة للمدرب داسيلفا في هذه المباراة الهامة من عمر الدوري. العلاج النفسي مهم إن من حق الجميع أن يسائل داسيلفا عن تخبطاته التي تسبب في خسارة النصر أمام منافسه القوي الأهلي وفشله في الفوز عليه للمرة الثالثة على التوالي، فما قام به داسيلفا أمر غريب وعجيب في ظل غياب دور الإدارة النصراوية في مناقشة المدرب في تشكيلته الغريبة والتي كان يفترض عليها أن تمنعه من التلاعب بالتشكيلة بهذه الطريقة التي تسببت في خسارة النصر. ومطلوب الآن من جميع النصراويين العمل على الجانب النفسي للاعبين لإخراجهم من الحالة النفسية التي دخلوها بعد المباراة والتأكيد على أنهم لا يزالون يتصدرون الدوري وبفارق نقطتين عن الأقرب الأهلي وأن هناك ستة مباريات من بينها مباريات الاتحاد والشباب والهلال وهجر والفيصلي والتعاون ويمكن أن يحصد النصر جميع نقاطها إذا تم تصحيح أخطاء المدرب بكل الوسائل حتى لو استدعى الأمر إلى إلغاء عقده. داسيلفا وليس الحكم بعد نهاية المباراة هاجم داسيلفا في المؤتمر الصحفي بعد المباراة حكم المباراة السويسري وقالن إنه هو من قرر مصير المباراة وذلك من خلال الأخطاء التي ارتكبها بحسب وجهة نظر داسيلفا، ولكن كان من المنتظر أن يكون داسيلفا صادقا مع نفسه ومع جماهير النادي ولاعبيه وإدارته ويقول أنا أخطأت في التشكيلة ولكن هذا لم يحدث أبدا وأعتقد أنه لن يحدث وسط حالة الغرور التي يعيشها ويتعامل بها مع الآخرين.