سقطت صنعاء، فهل ننتظر سقوط عدن؟! سؤال ننتظر إجابته من الدول التي تساند الشرعية اليمنية وترفض الأعمال الحوثية! فسيناريو الأحداث يسير نحو تصعيد عسكري حوثي باتجاه جنوب اليمن، وما لم يتحرك المجتمع الدولي لوقف هذا التصعيد فإن ما حصل في صنعاء سيتكرر في عدن، لكن بدون عنصر المفاجأة هذه المرة ! لقد كان متوقعا أن يعمد مجلس الأمن لفرض حظر على التسلح في اليمن لقطع إمدادات السلاح الإيراني للمتمردين الحوثيين، لكن التدخل الدولي في اليمن لم يتجاوز سياسية الديبلوماسية العاجزة رغم فشلها في سوريا، مما مكن الحوثيين من تغيير الواقع السياسي والعسكري بفضل الدعم الإيراني المكشوف ودون أي ردع من المجتمع الدولي الذي اختار موقف المتفرج تماما كما فعل في سوريا ! وإذا كانت اليمن تسير نحو هاوية الحرب الأهلية فإن المجتمع الدولي يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية بتجاهله التدخلات الإيرانية في الشأن اليمني وتقاعسه عن كبح جماح المشروع الانقلابي الحوثي منذ البداية وحتى اليوم وهو يتجه نحو تصعيد خطير يستهدف المحافظاتالجنوبية! الشيء الأهم الآن أن المواقف السياسية والبيانات الصحفية غير كافية لردع الحوثيين وأن الأمر يستلزم تحركات دبلوماسية فاعلة وضاغطة في أروقة المؤسسات السياسية الدولية، وربما أيضا تحركات من نوع آخر لا تترك الساحة اليمنية خالية للإيرانيين !