لا ترضي الأحوال المتردية لنادي حطين وتراجع مستوياته الفنية في دوري الدرجة الأولى أيا من عشاقه ومحبيه، إذ تبدو الصورة أكثر قتامة حيال ما سيكون عليه مستقبل النادي الجنوبي في الأيام المقبلة، وهو الذي كان قبل موسمين علامة فارقة في دوري ركاء للمحترفين آنذاك وكان قاب قوسين أو أدنى من بلوغ مرحلة متقدمة كادت أن تضعه ضمن كبار دوري جميل للمحترفين، وسط دعم كبير من رئيس النادي فيصل مدخلي الذي انتشله من أوضاع مماثلة قبل سنوات وخطف الأضواء بفعل الإنجازات التي حققها على مستوى الفئة التي يلعب لها. فضلا عن مساهمته في إنشاء ملعب جديد ومدرجات تتسع لأكثر من 3 آلاف متفرج وفق الطراز الحديث إضافة إلى ملاعب مساندة، ودعم فرق النادي بدء من الفئات السنية وانتهاء بالأول إذ لم يكن لحطين أي إنجازات تذكر قبل عام 1424ه، وبدأت رئاسة النادي في استقطاب المدربين والبحث عن لاعبين مميزين من أجل الارتقاء بمستوى الفريق الاول وبالفعل تحقق ذلك وبات الفريق يتصدر دوري ركاء وينافس بجدارة من أجل الوصول لدوري جميل إضافة مشاركة عدد من لاعبيه في المنتخبات السعودية، وانتهى الحال بهم في الاحتراف في عدد من الأندية الكبيرة، ولكن هذا العام توارى نجم الفريق وأصبح في خانة لا يحسد عليها وقاب قوسين أو أدنى من الهبوط للثانية. وعبرت بعض الجماهير العاشقة لنادي حطين عن أسفها للحالة التي وصل إليها الفريق، حيث قال غازي الجوهري: عشق الجماهير لنادي حطين قديم، وسوف يستمر رغم الحسرة التي أصابت كل الجماهير المحبة والتي تضع علامات استفهام حول ما يحدث، ومن المتسبب، ونطالب إدارة النادي بوقفة حازمة لانتشال الفريق من هذه المستويات التي قد تؤدي لهبوطه أو ترك كرسي الرئاسة لمن لديه القدرة على تسيير أمور الفريق وعودته لأيام الإنجازات. وقال المشجع علي محمد مدخلي: حطين أبكى محبيه بعد أن عودهم على الإنجازات فها هو اليوم يسقط في فخ التخبط الإداري ويدفع ثمن تغييره للمدربين وسط الموسم، وبصراحة فإن الإدارة تتحمل المسؤولية كونها تتفرد بالقرار ولا تستمتع لأحد، ونحن هنا لا ننكر ما قدمه المدخلي خلال الفترة الماضية من دعم متواصل وجلب اللاعبين وصرفه على النادي ولكن الآن النادي يمر بوضع مغاير تماما عن المرحلة السابقة وبات غير بعيد عن الهبوط. ويرى عبدالعزيز المدخلي أن حطين يحتاج إلى وقفة تجاه هذا الكيان الذي يفقد بريقه يوما بعد يوم، لافتا إلى أن رئاسة النادي الحالية تصارع وحيدة وتدعم بمفردها وهذا لا يكفي. بدوره، قال أمين عام النادي أحمد صالح الشبيلي: أتفق مع هذه المطالب وأنا شخصيا ضد تعاقب المدربين، والمدرب الحالي بذل قصارى جهده مع الفريق ولم يوفق في النتائج والخيرة فيما يختاره الله. وناشد رئيس نادي حطين فيصل مدخلي رجال الأعمال في جازان بالوقوف خلف النادي ودعمه ماديا بعد أن أصبح وحيدا يصارع الأمواج التي بدأت تعصف بألعابه بسبب ضعف المادة وأصبح هبوطه وشيكا بعد أن كان ينافس قبل عامين على الصعود لدوري الممتاز. وأوضح مدخلي ل«عكاظ» أنه تحمل أعباء النادي المالية لوحده وصرف أكثر من 15 مليون ريال وأنه ينتظر دعم رجال أعمال المنطقة قبل أن ينهار حطين وتهبط ألعابه. مضيفا أنهم لم يستطيعوا هذا الموسم جلب أجهزة فنية لفرق القدم الثلاث وتأمين رواتب اللاعبين المحترفين في فريق الدرجة الأولى، مشيرا إلى أنه يحاول جاهدا الإيفاء بكافة التزامات النادي. الجدير ذكره، أن نادي حطين يترنح في قاع الترتيب بدوري الدرجة الأولى برصيد 18 نقطة ولا بديل له عن البقاء سوى الفوز في جميع مبارياته المقبلة وتعثر منافسيه وهو ما قد يكون مستحيلا في ظل الظروف الراهنة للفريق والمنافسة الشرسة من قبل بقية الفرق.