لم تنس الدولة، ايدها الله، رعاية أسر شهدائها الذين ضحوا وذادوا عن حياض الوطن وقدموا أرواحهم فداء لها، ما تقدمه الدولة لشهداء الواجب من رعاية واهتمام ومتابعة، وفاء منها للابطال البواسل وما قدموه من دماء زكية دفاعا عن العقيدة والوطن وشريعتنا السمحة فظل الابطال محل تقدير واعزاز من القيادة الرشيدة والشعب السعودي، حيث يحظى الشهداء واسرهم باهتمام ورعاية خاصة.. وقدم عدد من المراقبين عدة مقترحات لتخليد ذكرى الابطال وتسليط الاضواء على تضحياتهم وقصص استبسالهم في الدفاع عن مقدرات الوطن وشريعته السمحة. «عكاظ» استطلعت اراء اعضاء شورى واكاديميين وخبراء حول كيفية تخليد ذكرى الشهداء واعمالهم البطولية واستبسالهم بالدماء في سبيل الوطن العزيز. يستهل عضو مجلس الشورى الدكتور فهد حمود العنزي ليقول إن تكريم الشهداء وأسرهم هو أقل ما يمكن تقديمه لهم، مشيرا إلى أن الشهيد قدم أغلى ما يملك.. نفسه وروحه فداء للدين والوطن وهو قدوة ونموذج نفخر به في الإيثار والشجاعة والتضحية وإرخاص الروح من أجل غايات سامية ونبيلة وضحى بنفسه من أجل أن ننعم بالأمن والاستقرار. إن التكريم هو أقل ما يمكن ان نقدمه على سبيل الشكر والعرفان لهم مع أن الشهداء ليسوا بحاجة للتكريم في الدنيا فهم في أعلى جنات الخلد مع الأنبياء والرسل والصديقين وليس هناك أعظم من هذا التكريم، وقد ذكرهم الله تعالى في محكم تنزيله بأنهم أحياء عند ربهم يرزقون. في الكليات العسكرية يضيف عضو الشورى العنزي : تكريمنا للشهداء هو في مقام التعبير لهم عن شكرنا لهم وهو واجب وطني ليس لهم فقط بل لأسرهم وأبنائهم فحق علينا أن نفخر بما قدمه هؤلاء الشهداء وان نقف مع أسرهم وذويهم وهذا ما يقدمه ولاة الأمر في بلادنا، حيث يزورون أسر الشهداء ويواسونهم ويقفون معهم ويتلمسون احتياجاتهم ويسمعون لمطالبهم ويعتبرون أبناء الشهداء أبناء لهم ويواسونهم، ويسمعونهم كلمات الإطراء والثناء على العمل الذي قدمه الشهداء للدين والوطن، وهذا في رأيي أكبر تكريم من القيادة الرشيدة لهذه الفئة الغالية على قلوبنا. يضاف إلى ذلك تقديم التسهيلات لأبناء الشهداء وسداد المصاريف والرسوم الخاصة بهم وقبول أبناء الشهداء في الكليات العسكرية والجامعات وما إلى ذلك مما يحظون به من كرم ولاة الأمر وهم يستحقونه دون أدنى شك. شوارع بأسماء الشهداء عضو مجلس الشورى الدكتور فهد حمود العنزي زاد بالقول: هناك صور كثيرة للتكريم مثل تسمية الشوارع والميادين بأسماء الشهداء وهذا ما قامت به المملكة من إطلاق أسماء الشهداء على الشوارع في بعض مدن المملكة ومن التكريم أيضا منح الأوسمة للشهداء وتسليمها لذويهم وأرى علاوة على ذلك أن يتضمن الاحتفال باليوم الوطني فقرة خاصة بالشهداء وتكريم أسرهم وأبنائهم في هذا اليوم الذي يحتفل فيه الجميع بمنجزات الوطن وذلك كنوع من الشكر والعرفان لهم. وبما ان المملكة قد أنعم الله عليها بأنها هي حاضنة الحرمين الشريفين فقد يكون أيضا كنوع من تقديم الشكر والعرفان لهؤلاء الشهداء عمل برنامج لاستضافة بعض الحجاج والمعتمرين باسم شهداء الدين والوطن ليذهب أجر هذا العمل لهؤلاء الشهداء وكذلك إيجاد مبرة خاصة بهم سواء في الحج او في المناسبات الدينية الأخرى فهذا أقل ما يستحقونه منا، وقد يكون مناسبا كذلك إيجاد نظام خاص بأسر الشهداء ويشمل الأبوين والزوجة والأبناء يتعلق بمنح مزايا وتسهيلات لهم ويكون على شكل لائحة او نظام تتقرر فيها بعض الحقوق لهم والتسهيلات الخدمية كذلك. وزاد العنزي: أدعو القطاع الخاص يأن يسهم في هذا التكريم وذلك من خلال منحهم مزايا وخصومات في تذاكر السفر أو الإقامة في الفنادق أو في التسوق أو في الرسوم الدراسية في المدارس الأهلية او ما إلى ذلك. معاملة خاصة في الإجراءات الدكتور مشعل العلي عضو مجلس الشورى السابق، اكد من جانبه أن الدولة تبذل جهودا كبيرة في خدمة أسر شهداء الوطن لأجل تخليد ذكراهم، وقال إن رعاية اسر شهداء الوطن تبنته الدولة وتحرص عليه كثير الحرص، فهي مع هذا التوجه النبيل والإنساني، وكان يترجمه على أرض الواقع المغفور له باذن الله الامير نايف بن عبدالعزيز، ويسير على نهجه ولي ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف. وعن مقترحاته في تخليد ذكراهم يقول الدكتور العلي: أرى أن تخليد ذكراهم يكون من خلال رعاية اسرهم وذلك بضرورة ايجاد معرف خاص بهم وإصدار بطاقات خاصة تحت مسمى «بطاقة أسرة شهيد» لتعريف المجتمع بأبنائهم وأسرهم، ولنجعل لهم الاحترام والتقدير من المجتمع بحيث يثبت أنه ابن أو اخ أو زوجة للشهيد، ويكون له قيمة خاصة ومقدرة لدى المجتمع والعمل على إنهاء اجراءاتهم في كافة الدوائر الحكومية، من خلال تنظيم معين لهم. الدكتور مشعل العلي اضاف : عندما يطبق ذلك بين الناس في الامور المادية لا شك يخلق نوعا من بقائه في ذاكرة الوطن وهو حافز عظيم جدا لهؤلاء الشباب لأن من مات في سبيل الله فهو عظيم بين الناس، ولا بد من ترجمة ذلك بشيء ملموس. وتمنى العلي أن يتم اصدار تعميم وتوجيهات لجميع الدوائر الحكومية بمعاملة أسر الشهداء بامتياز وتسهيل كافة اجراءاتهم، كما تمنى أن تكون هنالك حملات اعلامية مع نشر صورهم عبر وسائل الإعلام وفي الشوارع والطرقات العامة. يوم الشهيد اللواء الدكتور عبدالله السعدون عضو مجلس الشورى السابق يرى أن تأمين السكن هو الأهم بالنسبة لأبناء الشهداء. مشيرا الى أن الدولة تبذل جهودا كبيرة في خدمتهم وتأمين كافة احتياجاتهم . كما تمنى أن تكون هنالك مبادرة بتسمية الطرقات والشوارع والمتنزهات والاماكن التي استشهدوا فيها بأسمائهم تخليدا لذكراهم مؤكدا في ذات الوقت أنهم فئة غالية على الجميع. كتاب عن البطولات وفي ذات الشأن قال عضو هيئة التدريس في جامعة تبوك الدكتور سعود عيد العنزي إن الجهود التي تبذل كبيرة في سبيل رعاية ابناء شهداء الوطن مقترحا تخصيص يوم في العام باسم «يوم الشهيد» و يتم تكريمهم فيه من قبل الجهات ذات الاختصاص. كما تمنى أن يحظى أبناء وبنات الشهداء برعاية خاصة في المؤسسات التعليمية التي يرغبون بها، واعتماد مقاعد دراسية لهم في الجامعات السعودية، و مقاعد لهم ببرامج الابتعاث ، وتأمين الرعاية الصحية ، ومنحهم وحدات سكنية وقروضا عقارية ، وتسمية الشوارع بأسمائهم. أفلام وثائقية عن البطولات عميد شؤون الطلاب في جامعة شقراء الدكتور علي عبدالقادر الزهراني اقترح من جانبه اطلاق اسماء الشهداء على بعض المدارس في مسقط رأسهم تخليدا لذكراهم العطرة مشيدا في ذات الوقت بكافة الجهود التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين في دعم ورعاية أسر الشهداء. مقترحا في ذات الوقت اصدار كتاب يشتمل على سيرهم الذاتية ، واقامة ندوات ومحاضرات عن الدور الوظيفي والشرعي لهم وكيف استشهدوا وسرد بطولاتهم في التضحية كما اوصى بأن يتم منح اسر الشهداء وعائلاتهم بطاقات تخفيضات في المحلات التجارية و الطيران والفنادق وغيرها. أوسمة ودرجات ومعارض المشرف على المركز الاعلامي في جامعة طيبة محمود بن عبدالغني الحربي يرى أهمية عمل وسام شهداء الوطن بعدة درجات تقدم لكل من يفدي الوطن و يسلم الوسام الى اسرة الشهيد كما يقترح تنظيم ملتقى سنوي لإحياء ذكراهم و مناقشة قضاياهم ذويهم و التوعوية الفكرية بدورهم على ان يشمل الملتقى جلسات و أوراقا و ندوات و معرضا مصاحبا ويرى الحربي أهمية انتاج سلسلة أفلام وثائقية او درامية وسينمائية وتلفزيونية تخلد امجاد الشهداء و تعرف الأجيال بتضحياتهم. مستشار التدريب الدكتور محمد صالح الشهري يختتم المقترحات ويقول : هنالك عدة أفكار لتخليد ذكرى هذه الفئة الغالية على قلوبنا منها تناول سيرهم العطرة في المحافل الوطنية والاشادة بما قاموا به و التطرق في المناهج الدراسية لما قدمه الشهداء من تضحية خصوصا في مواد التربية الوطنية وتسليط الضوء على ذلك في وسائل الاعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي و تسهيل معاملة ابنائهم في القبول بالجامعات والكليات.