الله يخليك.. الله يبقيك.. دعوات كلنا نحبها ونحب أن نسمعها، ونحب أن نقولها لمن نحب.. وكذلك أطال الله عمرك، دعوات جميلة محببة للنفس تستريح الأعصاب لسماعها وكأنها تزيح عن البال السأم وتعيد النشاط.! ولكن إذا وقفنا لحظة عند هذه الدعوات وتأملنا كلماتها ومدلولها ومعناها نجد أنها دعوات تطلب من الله شيئا لا يقدر غيره عليه، تطلب من الله سبحانه وتعالى أن يزيد في العمر. أياما وأشهرا وسنين، فالله هو القادر على إطالة العمر إن شاء، لأنه هو الذي خلق الحياة والموت، وهو الذي أيضا جعل لكل شيء (ولكل إنسان) أجلا، (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون). إذا فهذه الدعوات في محلها، فهي تطلب من القادر الذي يهب الروح والذي إليه تعود الروح.. إطالة العمر. ولكن الواقع الذي تعلمناه من الكتاب والسنة يدل على أن العمر لايمكن أن يطول أو يقصر.! فالله سبحانه قد جعل لكل شيء أجلا، فإذا جاء الأجل -كما ذكر في القرآن- لا يؤخر الموت ساعة ولا دقيقة وكذلك لا يقدم.! ويستدل أيضا من الأحاديث النبوية التي وردت في هذا الموضوع أن عمر الإنسان وأجله ورزقه وأنه شقي أم سعيد.. يكتب أو يكتبه الملك الموكل من الله بالجنين وهو في بطن أمه.. فقد ورد في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (وكل الله بالرحم ملكاً يقول أي رب نطفة أي رب علقة. أي رب مضغة.. فإذا أراد الله أن يقضي خلقاً قال: يا رب أذكر أم أنثى؟ أشقي أم سعيد.؟ فما الرزق فما الأجل؟.. فيكتب كذلك في بطن أمه). إذاً (فالدعوات) بإطالة العمر رغم حسنها وعظمتها إلا أنها دعوات بشيء قد قدر وانتهى.! لذا فربما لو استبدلنا بتلك الدعوات أو أضفنا إليها دعوات بأن يبارك الله لمن نحب في عمره وأن يمده بالصحة والعافية، أو ما شابهها، ربما كانت أنسب وأصوب.. والله أعلم. وعلى كل.. بارك الله لكم في أعماركم وأمدكم بالعافية وعفا عني وعنكم آمين.