في عملها الروائي الأول، الذي حمل عنوان «صور من حياة ممرضة»، تروي كاتبة «عكاظ» رؤى صبري مجموعة مشاهد وصور من المرحلة التعليمية لطالبة تمريض، حيث تصور احتكاكها لعدة سنوات بزميلاتها وأساتذتها في الحياة النظرية والعملية. الرواية الصادرة عن دار الكفاح بالدمام، والتي وقعتها خلال الأسبوع الماضي في معرض الرياض الدولي للكتاب، تميط اللثام عن حقائق كثيرة لا يعرفها المجتمع عن الممرضة بلغة سردية تجمع بين الإسهاب والأسلوب الحداثي تبشر بميلاد روائية متميزة في المشهد الأدبي السعودي، كما تقدم فيها حقائق أكثر إشراقا عن مهنة التمريض التي أثارت كثيرا من الجدل في السنوات الماضية، حيث يسافر القارئ مع الطالبة من خلال تفاعلها اليومي مع الطالبات والمرضى إلى عوالم كثيرة يكتشف فيها مواقف تحمل في جعبتها مزيجا فريدا من التشويق والمرارة والضحك في آن واحد، هادفة من وراء ذلك إلى تعريف الناس بمجتمع الممرضات والتمريض من خلال تجربة حقيقية واقعية تقوده فيها إلى ملامسة إنسانية هذه المهنة ومشاقها أيضا. وعن الدوافع التي جعلتها تكتب هذا العمل الروائي الأول من نوعه في المكتبة السعودية، حيث سبقت غيرها من الكتاب والكاتبات إلى تناول عالم التمريض من خلال الدراسة الأكاديمية ومن ثم العمل التطبيقي في الحياة العملية، حيث تقول: «قبل عدة سنوات حين أقدمت على كتابة هذه السطور كنت أحمل في جعبتي الصغيرة آمالا وتطلعات كبيرة لفتاة صغيرة رغبت في تقديم الكثير لوطنها وأبناء جلدتها وما زلت كذلك، ولعل كل ما ذكرته في هذا العمل الروائي هو مجرد تجربة قارب صغير في بحر متلاطم الأمواج؛ لأن ما سردته في هذا الكتاب هو حكايات أتمنى أن يستفيد منها زميلات وزملاء المستقبل، وأنا هنا لا أدين بها أي شخص أو أي جهة، وإنما هي تعبير عن مشاعر راودتني وأحببت أن أشارك بها أكبر قدر ممكن من شرائح المجتمع، وفي الحقيقة كل ما أريده وأتمناه من خلاله هو تحقيق رغبتي الصادقة في تحسين أحوال المهنة التي ما زلت أرى وسأظل أنها تستحق الكثير من الاهتمام واستيعاب المزيد من الممرضين والممرضات لتغطية النقص الكبير في الكادر التمريضي الوطني في القطاع الصحي». وخلصت الكاتبة إلى القول: «أتمنى أن يجد القراء المتعة والفائدة بكل فقرة وردت في كتابي المتواضع، يبكون كما بكيت ويضحكون كما ضحكت».