والشخب لغة عربية فصيحة وهو اسم صوت يطلق على صوت ما يخرج من الضرع حين يقع في الإناء، ومعناه وجود البقرة الحلوب أو الشاة أو الماعز أنفع وأجدى من وجود إناء مليء بالسمن، (ظرف) إذا كانت سعته أكثر من أربعة كغم وما دونه تسمى (العكة) ، ويحكى أن عابر سبيل صعد عقبة الباحة ليلا في زمن شتائي قارس ولحاجته للدفء طرق باب أول بيت في القرية وكان السروي متكعفل في الجبة والمعزبة أودعت كفيها شرابا لحفظ الحناء واختارت عنه ركنا قصيا، فقام الرجل وفتح الباب وإذا بالضيف في حالة يرثى لها من الجوع والتعب والبرد، فرحب به وشب النار في الملة حتى شع الدفء في الضيف فذكر الله وهلل وكبر وقال قولته الشهيرة «نسأل الله الدفء دنيا وآخرة» وطلب السروي من سيدة الدار أن تعد ما يسد بعض رمق ضيف الليل، فقالت : الخبزة في الملة ولا إدام لها، فقال: انزلي السفل واحلبي من البقرة ما تيسر فطلبت منه المساعدة في حل الشراريب من كفيها وغسلت يديها وولعت فانوسها ونزلت مبسملة ومحوقلة والبقرة تحتها حسيل يمق من الضرع مقا فأزاحته فانتقم منها بركل الفانوس فوق العلف وكادت تنشب حريقا لولا لطف الله ثم بركة الضيف، وعادت إلى العالية وفي طاستها قليل من الحليب، فقالت للزوج ما لقيت إلا هذي الشوية، فقال (شخب دايم ولا ظرف قايم) وغدت مثلا فسخن الحليب على النار وأضاف له قليل من السكر وشتف للضيف من خبزة الفال فأكل وشرب وكثر بالخير، وأسمعه من شعر دغسان (لو جيت بارمي ببندق أتعيا من أصيب، مدري يوقع برجل شيخ وإلا بكناس، باعود أقعد في أقصى البيت واليح بابي) وفي الفجر ناول الضيف إبريقا للوضوء فخرج المسكين في زمهرير وحاول أن يختم أعضاء الوضوء بالماء ولكنه عجز فقال ختمتك بأم الفري.. وسلامتكم.