الإنسان المحظوظ ينام نوماً عميقاً مريحاً يعطيه القوة والطاقة ليومه التالي ولكن البعض غير محظوظ فيواجه سلوكيات غريبة أثناء نومه مما يترك أثرا كبيرا على صحته من قلق و إجهاد وعدم القدرة على العمل في يومه التالي، فهناك من يشخر أو يتكلم أو تكثر لديه الأحلام و البعض يعاني من ألم بسبب حدوث تقلصات لعضلات الساق. كثيراً ما يسأل المرضى عن التقلصات و التشنجات التي تصيب عضلات الساق ليلاً .. هذه التشنجات عادة ما تسبب الاستيقاظ من النوم إلا أنها قد تحدث أيضا عندما يكون الشخص مستيقظاً أو مسترخياً في فترة الليل. وتحدث هذه التقلصات غالباً في عضلات الساق ولكن يمكن أن تحدث أيضاً في عضلات الفخذين أو القدمين. وتكون مؤلمة جداً وتستمر الأعراض من عدة ثوان إلى عدة دقائق و قد تكون أحياناً سبباً للإصابة بتمزق عضلي . إنها أكثر شيوعاً في البالغين فوق سن الخمسين إلا أنها قد تحدث أيضا في أي مرحلة عمرية في الرجال والنساء على حد سواء. وغالبا ما تكون أسبابها غير معروفة ولكن بعض الحالات قد تكون بسبب الجلوس بطريقة غير سليمة لفترات طويلة في الليل و الكسل و عدم الحركة أو العكس عند الإفراط في الحركة و التدريبات وإجهاد عضلات الساقين ، كما يمكن أن تكون بسبب الحمل أو اضطرابات الغدد الصماء أو بسبب مرض باركنسون أو السكري أو الغدة الدرقية وبعض الادوية مثل مدرات البول وغيرها. وقد يحتاج المريض لعدة فحوصات لمعرفة السبب و تخطيط للعضلات في بعض الاحيان ، وعند حدوث التشنجات باستمرار يمكن القيام ببعض الأعمال التي قد تكون مفيدة وتساعد على منع حدوثها و الوقاية منها مثل شرب كمية كبيرة من الماء تصل إلى ستة أو ثمانية أكواب يومياً ، تمديد عضلات الساق برفق قبل النوم ، ارتداء أحذية مريحة أثناء الحركة قضاء بضعة دقائق في ركوب دراجة ثابتة قبل النوم ، تدليك الساق والاستحمام بماء دافئ. واخيرا .. لا توجد أدوية أثبتت فعاليتها في منع التقلصات إلا أن المكملات الغذائية و فيتامين ه و المغنيسيوم والكالسيوم أظهرت بعض المنافع وخاصة في النساء الحوامل. (*) أستاذ علم أمراض النساء والولادة بكلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز بجدة.