الإرهاب.. ليس صنعية إسلامية، وهو ما قاله ل «عكاظ» عدد من المشاركين في المؤتمر الدولي «الإسلام ومكافحة الإرهاب»، الذي اختتم في مكةالمكرمة، الأسبوع الماضي، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ونظمته رابطة العالم الإسلامي. إلى ذلك، أوضح وزير الدولة لشؤون الأوقاف والإرشاد السوداني محمد مصطفى الياقوتي، «الإرهاب» مصطلح ملتبس وفيه إشكالات كبيرة، مطالبا بمحددات توضح المفهوم والفروق بين هذه المصطلحات. وأضاف الياقوتي: إن المملكة العربية السعودية استطاعت أن تقضي على الإرهاب من خلال عمل ميداني وعلمي وفكري وأمني، فالعمل الفكري كان من خلال مركز محمد بن نايف للمناصحة، والعمل الأمني من خلال الضربات الاستباقية لدحر الإرهاب، وهي جهود كبيرة من المملكة يحتذى بها في دول العالم. خطر حقيقي من جهته أكد وزير الأوقاف المصري الدكتور محمد مختار جمعة، أننا في حاجة إلى قوة عربية مشتركة لدحر الإرهاب، مبينا أن هناك خطرا حقيقيا يهدد دول المنطقة العربية بالكامل من هذه الآفة الخطيرة، فأولئك الإرهابيون يحملون الإسلام زورا وبهتانا، والإسلام براء من أفعالهم، مشيرا إلى أن القضية ضد الإسلام وضد الإنسانية والعروبة وضد المنطقة، وهذه العناصر مستخدمة من قبل الاستعمار الجديد لتفكيك قوى المنطقة، ومستخدمة لتفكيك قوى المنطقة والوصول بها إلى الفوضى في الدول العربية، ولكن بالتعاون والتحاور والوقوف ضد الإرهاب فسوف تسقط العناصر الإرهابية قريبا إن شاء الله. وقال جمعة: يجب أن نواجه الخطر من خلال إيجاد رؤية قوية موحدة نخرج بها في كافة المستويات فكريا وعسكريا. خطوات أكبر أما القاضي اليمني الشيخ مرشد العرشاني، فطالب العلماء والمفكرين بخطوات أكبر لمناقشة ظاهرة الإرهاب لإيجاد حلول جذرية، مع دعوته لكافة المؤسسات الإعلامية والتعليمية لتكثيف التوعية بأخطار هذه الآفة المدمرة التي اكتوى بها العالم أجمع وخصوصا الدول العربية، وحتى لا ينزلق الأبناء من الشباب والناشئة في براثن أصحاب الأفكار المنحرفة، مبينا أن السبب في الحوادث الإرهابية هو «الجهل» الذي أصاب البعض بسبب الفتاوى المضللة، التي تعد وقود هذه النار. وأكد العرشاني، أنه «يجب أن نحل مشاكل الإرهاب بحكمة، وأن يحارب الفكر بالضال بالفكر الوسطي، حتى يعود الشباب الذي انجرف نحو الأفكار المضللة إلى طريق الرشد». ورأى العرشاني، أن تجربة المملكة في مكافحة الإرهاب فريدة، خصوصا بعد إنشاء مركز محمد بن نايف للمناصحة، الذي يعد نموذجا حيا وناجحا بكل المقاييس، ساهم في استقطاب الكثير من الشباب أصحاب الفكر المنحرف ونجح في تعديل الكثير من السلوكيات والأفكار المضللة لديهم. الإسلاموفوبيا زائلة وأوضح الأمين للهيئة العالمية للعلماء المسلمين الدكتور سعد الشهراني، أن «الإسلاموفوبيا» بعد الأعمال الإرهابية لبعض الخارجين عن الإسلام أثرت كثيرا في أبناء الأمة الإسلامية، وخصوصا الأعمال الخيرية، بل أصبح البعض من الغربيين المتطرفين يعتدون على أبناء الأقليات ويعتدون على مساجد المسلمين، مبينا أن «فوبيا الإسلام» لن تستمر طويلا لأن الشعوب الغربية تتأكد كل يوم أن الإسلام بريء من تلك الأعمال الفردية الإرهابية لبعض الخارجين عن الدين الإسلامي، مؤكدا أن الكثير من الغربيين بعد الهجمات الإرهابية قرأوا عن الإسلام ووجدوه هو الدين الصالح لكل زمان ومكان فاعتنق بعضم الدين الإسلامي بعد قراءته عن سماحته، مختتما تصريحه برسالة إلى من يحاول تشويه صورة الإسلام بأنهم هم الخاسرون. وأشادالأمين العام للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم الدكتور عبدالله بن علي بصفر، بدور المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب ونجاحها في القضاء على الفئة الضالة والتصدي للفكر الضال، مبينا أنها تعتمد بعد الله على العلماء في مقاومة هذا الفكر الضال، مؤكدا أن المملكة الوحيدة على مستوى العالم التي استطاعت اجتثاث الإرهاب من جذوره. وأوضح رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في الجابون الدكتور اسماعيل حسين، ورئيس الجمعية الأوروبية العربية للمحامين والقانونيين بباريس الدكتور الهادي محمد شلوف، الأمين العام لاتحاد الحقوقيين العرب والوزير السابق شبيب المالكي، على حرص المملكة على رعاية قضايا الأمة الإسلامية، والدفاع عن قضايا المسلمين، مشيرا إلى أن المؤتمر أحد الأعمال التي تقدمها المملكة خدمة للقضايا الإسلامية والإنسانية. وتمنوا من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أن يتبنى مركز دراسات إسلاميا دوليا أو مركزا عمليا أكاديميا لا يحمل صبغة سياسية لدراسة ظاهرة الإرهاب، يشارك فيه باحثون من دول العالم وأصحاب الخبرة. وأوضحوا، أن ظاهرة الإرهاب تواجدت في أوروبا منذ عام 1970م، والآن أصبحت القضية الأساسية لعالمنا العربي والإسلامي، الذي يشهد صراعات بسبب أن دولا تريد تمزيقها وتحطيم اقتصادها. وعن أحداث باريس الإجرامية، قال شلوف: أعيش في أوروبا منذ 40 عاما، ولم أر أن الشعب الفرنسي يكترث بهذه الجرائم كثيرا، معتبرين أنها حالة فردية وليس لها انتماء بالإسلام، وأن المسلمين لم يتعرضوا لمضايقات بعد تلك الجريمة إلا بشكل فردي من متطرفين أوروبيين، مبينا أن المسلمين هناك يمارسون حياتهم بشكل طبيعي، موضحا أن الكثير من رجال القانون والإعلام في فرنسا أكدوا أن الإسلام بريء من هذه الأعمال الوحشية.