أكد محافظ مدينة الموصل أثيل النجيفي أن السيناريو المتفق عليه لتحرير المدينة يستند إلى أن الجيش العراقي سيطلق المعركة بريا على أن يسانده التحالف بتأمين الغطاء الجوي وبمؤازرة الأهالي والعشائر. وأشار النجيفي، في حوار مع «عكاظ»، إلى أن الكل بات على أتم الجهوزية، من حيث القدرات القتالية والعديد، فقد تم تأمين احتياجات المعركة العسكرية من قبل الدول الصديقة ومن دول التحالف، والتنسيق ما زال جاريا حتى تحين ساعة الصفر للهجوم على الموصل، مشيرا إلى أن الجيش العراقي بريء من عمليات التطهير العرقي والاعتداءات التي تحصل في بعض المدن.. وفي ما يلي تفاصيل الحوار: ● تعددت سيناريوهات معركة الموصل، ما السيناريو الأقرب لهذه المعركة، ولماذا تأخرت؟ ●● إن السيناريو المتفق عليه هو أن يكون الجيش العراقي النظامي من سيطلق هذه المعركة، المبادرة الأولى في التقدم باتجاه داعش ستكون بإمرته، وهذا السيناريو تم اعتماده دون غيره؛ لأننا مقتنعون بضرورة إعادة ثقة أهالي الموصل وأهالي نينوى بجيشهم وقواتهم الوطنية النظامية التي فقدها خلال فترة الحكم السابقة، وبعد دخول الجيش العراقي إلى المعركة سيحظى بالتغطية الجوية من قبل قوات التحالف وبمؤازرة على الأرض من العشائر وأهالي نينوى الذين شكلوا قوات مسلحة قادرة على القتال. أما التأخير الذي طرأ على معركة الموصل، فيعود لأسباب لوجستية فقط، فالمعركة متفق عليها وتم الإعداد لها بمساندة أهالي الموصل وأهالي نينوى المصرين على طرد داعش من مدينتهم، وتلقينا دعما وموافقة من التحالف الدولي ومن الحكومة العراقية التي وضعت جيشها النظامي في مقدمة هذه المعركة. والآن يمكننا القول إن التوقيت قد بات قريبا جدا، والانطلاقة ستكون مع اكتمال كل المتطلبات اللوجستية. ● وما دور التحالف الدولي في هذه المعركة؟ ●● منذ بدأ التخطيط لتحرير الموصل من قبل الأهالي والعشائر وبمساعدة الجيش العراقي النظامي، كان أيضا التنسيق جاريا مع التحالف الدولي لتغطية المعركة جويا، فأي حرب برية رغم أهميتها للقضاء على الإرهاب تحتاج إلى غطاء جوي، وهذا الغطاء سيؤمنه التحالف. ● كيف تقيم جهوزية القوات العراقية والقوات التي تشكلت من الأهالي والعشائر، وهل بإمكانهم الانتصار في هذه المعركة؟ ●● الكل بات على أتم الجهوزية من حيث القدرات القتالية ومن حيث العديد، فقد تم تأمين احتياجات المعركة العسكرية من قبل الدول الصديقة ومن دول التحالف، والتنسيق ما زال جاريا حتى تحين ساعة الصفر. ● ما حقيقة عمليات التطهير التي يقوم بها الجيش العراقي بحق الأهالي السنة في المناطق التي تم تحريرها من داعش؟ ●● هناك لغط كبير يحصل في هذه التقارير التي ينشرها الإعلام، ويجب التأكيد على أن الجيش العراقي النظامي بريء مما ينسب إليه، ومن يقوم بمثل هذه الاعتداءات هم الحشد الشعبي والميليشيات الشيعية، فالقوات التابعة لوزارة الدفاع العراقية تختلف كليا عن قوات الحشد الشعبي التي أعلنت بدورها قتال داعش؛ لذلك حصل هذا اللغط لظن بعض الناس أن كل من يقاتل داعش على أرض العراق هم الجيش العراقي. ويجب التوضيح أن الجيش العراقي النظامي والحشد الوطني وهو المسمى الذي أطلقناه على القوات المؤلفة من أهالي نينوى والعشائر لا يقوم بمثل هذه العمليات. ● لماذا التركيز على معركة الموصل، وهل هي كافية للقضاء على داعش؟ ●● هذا التركيز أشرنا إليه آنفاً، فهو غير أنه يهدف إلى تحرير الموصل من داعش، ولكن له هدفا بالغ الأهمية، وهو إعادة الثقة بالحكومة العراقية وبجيشها النظامي كمؤسسات مستقلة وقادرة على حماية الوطن وأبناء وأهالي نينوى وكل الفئات العراقية، وهذه الثقة يجب أن تعود إلى أهالي نينوى أو إلى الطائفة السنية، كما يجب أن تعود للدول الصديقة ودول التحالف بأن العراق حليف قوي في الحرب على الإرهاب. ● كيف تقيمون عمل التحالف الدولي، ولماذا خفت وتيرة عملياته في الفترة الأخيرة؟ ●● العمليات العسكرية التي ينفذها التحالف ما زالت مستمرة، ولكن يجب الإشارة إلى نقطة بالغة الأهمية وهي أن عملياتها تزداد في مناطق وتنعدم في مناطق أخرى، والسبب أن التحالف لا يريد تنفيذ عمليات عسكرية في المناطق التي تتواجد فيها الميليشيات الشيعية أو الحشد الشعبي، فالتحالف يريد التأكيد بذلك أن إيران ليست جزءا من التحالف ولن يقاتلا جنبا إلى جنب. كما يجب الإشارة إلى أن التحالف الدولي هو من هيأ لمعركة الموصل عبر ضربه قيادات داعش من الصفين الأول والثاني كما ضرب لها العديد من المعسكرات. ● ماذا تتوقعون من معركة الموصل؟ ●● نتوقع أن تغير الكثير من الوقائع على الأرض وربما ستقلب الموازين. الكل يسعى عبر هذه المعركة إلى إعادة الحضور العراقي والدور المؤسساتي والصوت العراقي المستقل ونجاح هذه المعركة سيؤدي إلى نجاحات مقبلة وإلى كبح جماح الميليشيات التي ما زالت تعمل لمصالح خارجية. إن هدفنا القضاء على داعش وإعادة الدولة العراقية إلى دورها الطبيعي في أن تكون قوة يعتمد عليها الشعب العراقي بكافة مكوناته كما سيعتمد عليها التحالف الدولي والدول الصديقة.