يبدو أن قرية الحصن التي لا يفصلها عن محافظة ضمد أكثر من خمسة كيلومترات فقط، لا يراد لها التطور، لتعيش في الماضي بخدمات معدومة. لكن الحصن التي تحتضن الحصن الأثري وسميت باسمه، لم تحظ أيضا بنصيبها في التراث والآثار، فترتقي للمواقع التاريخية والأثرية التي يجب الحفاظ عليها بخدمات مكتملة. ووجدت القرية نفسها في واقع لا يحافظ على الآثار من ناحية، ولا يجاري التطور والتنمية من ناحية أخرى، فخلت شوارعها من السفلتة واعتراها الإهمال وسوء النظافة، فيما غابت المياه المحلاة عن المنازل. لكن ما يحير ناصر معافا أحد سكان الحصن ان القرية المحرومة من مياه التحلية، سبق أن شهدت منازلهم تركيب عدادات المشروع منذ أكثر من عام، وقال: لا ندري ما هي العوائق التي حرمتنا من شرب مياه التحلية ولا يزال السكان في الحصن يعتمدون على مياه الآبار العادية التي لا تصلح للاستعمال الأدمي، رغم مناشدتنا التي لم تؤت بنتائج، ولم تتوقف المشاكل على المياه، بل وصلت الأمور إلى الأسوأ بعد أن تجاوزت النفايات الحد المعقول وتراكمت أمام بوابات وأسوار المنازل، وفاحت منها الروائح الكريهة واصبحت تصدر الأمراض الخطيرة عن طريق البعوض والحشرات التي تتكاثر عليها، فتمر الأسابيع ولا تجد من ينقلها من مكانها بالإضافة إلى عدم توفر الحاويات الكافية لمثل هذه النفايات. وفي جولة نفذتها «عكاظ» اتضح أن بعض شوارع القرية مفروشة بالقصب بدلا من السفلتة، حيث يعتبرها نايف بوري، تأكيدا للحالة التي يعيشها الأهالي، بسبب رداءة الشوارع، ولا ندري إلى متى نسير على طرق مفروشة من القصب والتي كان من المفروض أنها مسفلتة، لكن تركها المقاول ولم يكمل السفلتة لكل الشوارع، بسبب اهماله وعدم مراقبته ومتابعته، ولم نتوقع أن تستمر المعاناة خصوصا بعد انعقاد عدة جلسات للمجلس البلدي في ضمد، ومنذ اول جلسة وحتى آخر جلسة وأهالي الحصن ينتظرون أي جديد، ولكن للأسف لم نستفد ولم يتغير شيء، فأصبحت الحالة من سيئة لأسوأ. ويؤكد حسين عجيبي: لم نشاهد سيارة النظافة في القرية إلا نادرا وبعد الاستغاثات من البعض، يتم حرق النفايات في مكانها بعد طفح الكيل، وكأن قرية الحصن لا توجد في أجندة بلدية ضمد، وكذلك في برنامج المجلس البلدي وبعد كل هذه الميزانيات التي تتدفق على بلدية ضمد يكفى ما شاهدتموه شوارع القرية بعضها أصبحت مفروشة بالقصب حتى لا تغوص اطارات السيارات في الرمال، وكان من المفترض أن تكون هذه الشوارع مسفلته ونظيفة. ويقول عمر بوري لقد وعدوا الأهالي بمياه التحلية إلا أننا كل يوم نراقب العدادات لعلها تجود علينا بالمياه النظيفة، لكنها حتى الآن لم تسقط قطرة واحدة، وعانت من الجفاف الذي حصل لها لأكثر من عام. ويشير ناصر ادريس إلى أن بلدية ضمد عاجزة عن نظافة شوارع قرية الحصن واصلاحها وانارتها، حيث تمر اسابيع وشهور وهي تزداد سوءا، وخاصة مع هطول الأمطار التي تختلط مع النفايات، وتصبح مصدرة للأمراض، والبعض يقوم بنقلها بواسطة سيارته إلى خارج القرية والبعض يقوم بحرقها، ولم تقتصر مشاكل القرية على الشوارع والنظافة بل هناك مشكلة اعمدة الكهرباء التي بدأت تتهاوى على الطرق، وكذلك اسلاك الضغط العالي التي تتدلى على المنازل لتهدد ابناء الحصن وخاصة مع الصواعق وهطول الأمطار. وذكر يحيى مسيخ أن أبناء الحصن أيضا مهددون بكثافة الأشجار في شوارعها، والتي تتجمع فيها الزواحف والحشرات الضارة، ونتمنى من بلدية ضمد نظافة القرية من غابات الأشجار التي تحيط بالمنازل حتى تنتهي معاناتنا من الزواحف والعقارب، مضيفا ان بلدية ضمد اهملت القرية بشكل واضح للعيان وكذلك ادارة المياه بعدم ضخ المياه لأبناء الحصن بالرغم من تركيب العدادات ومد الشبكة لأكثر من عام. وأكد البوري أن هذا هو حال بلدية ضمد لو تعرفون شوارع محافظة ضمد بأنها أسوأ شوارع محافظة بالمنطقة، حيث تعاني شوارع ضمد من وضعها السيئ وكذلك سوء نظافتها، فما بالكم بالقرى التي تتبع هذه البلدية التي همها الوحيد هو الملاحظات على المباني والهدم والإزالة وكأن الشوارع والنظافة لا تتبعها.. لابد من التغيير حتى تتغير المحافظة أولا ثم القرى ثانيا ونحن مستاؤون من أمانة منطقة جازان لعدم متابعتها لمشاريع بلدية ضمد رغم معرفتها بالوضع، وكأن الأمر لا يهمها.