مر الإعلامي وكبير المذيعين بهيئة الإذاعة والتلفزيون عبدالله بن محمد بن جميل الشهري بكثير من المواقف المؤثرة في حياته خلال مسيرته الإعلامية، أبرزها إعلان نبأ وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله «حيث اجتمعت رهبة الموقف وهول الفاجعة وضرورة الأداء الجيد من أجل الإعلان للعالم أجمع عن وفاة قائد عظيم ورجل استثنائي». وبين الشهري أن بدايته الإعلامية كانت في عام1401 ه عندما كان طالبا في ثانوية اليمامة بالرياض، حيث تقدم إلى الإذاعة بطلب العمل فيها كمذيع، لكنه قوبل بالرفض في بادئ الأمر؛ بسبب عدم حصوله على الشهادة الجامعية على حد قوله، إلا أن عشقه ومتابعته للبرامج واللقاءات التلفزيونية شفعا له لدخول عالم الإعلام من أوسع أبوابه، حين ذكر للمسؤول المعني بطلبه بأنه بدأ في الإذاعة بشهادة الابتدائية، فطلب الأخير منه القيام بتجربة صوتية، وبعد ذلك يحدد صلاحيته من عدمها في المجال الإذاعي، وبعد قراءة خبر وتعليق من إحدى الصحف التي كانت أمامه، وتحديدا «عكاظ»، نال إعجابه وتم قبول طلبه. وأضاف: «عينت مذيعا رسميا بإذاعة الرياض عقب تخرجي من الثانوية العامة في عام 1402ه، وعملت فيها لأكثر من 10 أعوام، وحصلت على بكالوريوس في اللغة الإنجليزية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، وفي عام 1412 الهجرة التحقت بدورة في هيئة الإذاعة البريطانية لعدة أشهر اكتسبت خلالها مهارات مهمة في المجال الإذاعي والتلفزيوني، ثم انتقلت إلى التلفزيون السعودي إلى الآن»، مؤكدا أن الموهبة أمر أساسي للمذيع لا يمكن النجاح بدونها، إضافة إلى الاطلاع والثقافة في جميع العلوم. وعزا عدم ظهور إذاعيين بارزين في وقتنا الحالي بحجم المذيعين القدامى إلى كثرة القنوات الفضائية وما جنح إليه بعضها في مخاطبة الغرائز، وخرجت بالإعلام عن مساره في كثير من أطروحاتها ومعطياتها، مؤكدا في الوقت نفسه أن فرص النجاح والتفوق الآن متوفرة أكثر من قبل، وأن الجيل الحالي يستطيع أن يترك بصمته متى توافرت فيه العناصر المساعدة لذلك، ومن أهمها احترام المهنة والمتلقي وجودة المادة المقدمة. ويرى الشهري أن تكريم الإعلاميين القدامي أمر مهم في حياتهم، فهو اعتراف بجهودهم ودعم معنوي قد يعوض سنوات التعب الجميل لهم كما يصفه. وعن سر ارتباطه بلقب «كبير المذيعين» بالتلفزيون السعودي، أوضح أن كبير المذيعين ليس لقبا، وإنما هو مسمى وظيفي فقط في الخدمة المدنية للمذيعين الذين يشغلون المرتبة الحادية عشره فما فوق. وأضاف «هناك زملاء آخرون يحملون نفس المسمى، وبالتالي فإن مصطلح كبير مذيعين لا يعني لي شخصيا أكثر من مسمى وظيفي، أما المقدرة الفنية والقدرة على العطاء والتميز والإبداع فلا تحددها المسميات الوظيفية». يعمل الشهري حاليا إضافة إلى عمله كمذيع بالتلفزيون السعودي مستشارا غير متفرغ لدى عدد من المؤسسات والشركات المتخصصة في التدريب والتعليم، كما يرأس عددا من فرق تأسيس معاهد ومراكز التدريب الأهلية، كما أنه يعمل حاليا على استكمال دراساته العليا في الإدارة والتخطيط الاستراتيجي.