أكدت المملكة العربية السعودية أن المنطقة العربية تمر بمخاطر وتهديدات غير مسبوقة أدت إلى فقدان الأمن والاستقرار في بلدان عديدة وطالت تهديداتها بلدانا أخرى، مشيرة إلى أن هذه التهديدات لا يمكن لدولة بمفردها مواجهتها مهما امتلكت من إمكانات ولا سبيل لمواجهتها إلا بالتعاون البناء والفاعل بين جميع الدول. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها أمس الأمير الدكتور تركي بن محمد بن سعود الكبير وكيل وزارة الخارجية للعلاقات المتعددة الأطراف رئيس وفد المملكة في افتتاح أعمال مؤتمر الأمن الإقليمي والتحديات التي تواجه المنطقة العربية. ولفت سموه إلى أن التهديدات المرتبطة بالإرهاب والتطرف تشكل وباء خطيرا يحتاج إلى تفعيل التعاون البناء لمواجهته والقضاء على تنظيماته التي تطال الجميع بتهديداتها، مؤكدا أن ما يقوم به تنظيم داعش والجماعات الإرهابية الأخرى من أعمال إرهابية مخزية ضد المدنيين والأبرياء هو دليل على ما يمكن أن يصل إليه الإرهاب من عنف ووحشية. وعبر وكيل وزارة الخارجية عن خالص التعازي للقيادة المصرية والشعب المصري الشقيق ومواساته لأسر ضحايا الجريمة البشعة التي ارتكبها تنظيم داعش مؤخرا بحق 21 مواطنا مصريا في ليبيا. وقال: لقد كانت المملكة دائما في طليعة الدول الداعية لمحاربة الإرهاب والتطرف والتعاون للقضاء عليه وتجفيف منابعه وقامت على المستوى الوطني بسن الأنظمة والقوانين واتخاذ كافة التدابير التي تكفل مواجهة الإرهاب ومنع تمويله ومجابهة الفكر الضال المؤيد له. ومن ناحية أخرى، تطرق سموه إلى الملف النووي الإيراني موضحا أن حق إيران في الحصول على الطاقة الذرية للاستخدامات السلمية يجب أن يكون تحت رقابة دولية كافية، وضمن المعايير الدولية المطلوبة لعدم إنتاج أسلحة نووية، مع ضرورة التأكيد على عدم تدخل إيران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة أو السعي لزعزعة استقرارها أو الإخلال بأمنها. إلى ذلك قام الأمير تركي بن محمد بزيارة لسفارة المملكة في القاهرة أمس. من جهة أخرى، حذر صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل من خطورة تنامي ظاهرة الإرهاب، داعيا إلى مواجهة التنظيمات الإرهابية والفكر المتطرف، مؤكدا أن هذه التنظيمات بعيدة كل البعد عن الإسلام الذي يتسم بالتسامح والاعتدال. وقال الفيصل: إن ما يقوم به تنظيم داعش من عنف ووحشية يتطلب تضافر الجهود لمواجهته. وقال أمام مؤتمر التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي: إن المملكة في طليعة الدول الداعية لمحاربة الإرهاب والفكر المتطرف وردع مؤيديه وإنها اتخذت التدابير لمواجهة هذا الفكر الضال وانضمت إلى الاتفاقيات الرامية إلى مكافحة الإرهاب.