أكدت السعودية أن المنطقة العربية تمر بمخاطر وتهديدات غير مسبوقة أدت إلى فقدان الأمن والاستقرار في بلدان عدة، وطالت تهديداتها بلدان أخرى، مشيرة إلى أن هذه التهديدات لا يمكن لدولة بمفردها مواجهتها مهما امتلكت من إمكانات ولا سبيل لمواجهتها إلا بالتعاون البناء والفاعل بين جميع الدول. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها اليوم (الإثنين) وكيل وزارة الخارجية السعودية للعلاقات المتعددة الأطراف الأمير تركي الكبير رئيس وفد المملكة في افتتاح أعمال "مؤتمر الأمن الإقليمي والتحديات التي تواجه المنطقة العربية" وذلك في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة. ولفت الكبير إلى أن التهديدات المرتبطة بالإرهاب والتطرف تشكل وباءً خطيراً يحتاج إلى تفعيل التعاون البناء لمواجهته والقضاء على تنظيماته التي تطال الجميع بتهديداتها، مؤكداً أن ما يقوم به تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) والجماعات الإرهابية الأخرى من أعمال إرهابية مخزية ضد المدنيين والأبرياء هو دليل على ما يمكن أن يصل إليه الإرهاب من عنف ووحشية. وقال إن "ما تردده بعض هذه التنظيمات من ادعاءات تنسب لهذا الدين هي بعيدة كل البعد عن حقيقة الإسلام وتسامحه، فالإسلام براء مما ما تقوم به هذه المجموعات من أعمال عنف وإرهاب وانتهاكات ضد الأبرياء وإعمال غير إنسانية خارجة عن روح الإسلام الحقيقية وتعاليمه السمحة". وعبر الكبير عن خالص التعازي للقيادة المصرية والشعب المصري ومواساته لأسر ضحايا الجريمة البشعة التي ارتكبها تنظيم "داعش" أخيراً في حق 21 مواطناً مصرياً في ليبيا. وأضاف "كانت المملكة دائماً في طليعة الدول الداعية لمحاربة الإرهاب والتطرف والتعاون للقضاء عليه وتجفيف منابعه وردع مؤيديه، وأكدت دائماً رفضها الشديد وإدانتها للإرهاب بكافة أشكاله وصوره وأياً كان مصدره وأهدافه، وقامت على المستوى الوطني بسن الأنظمة والقوانين واتخاذ كافة التدابير التي تكفل مواجهة الإرهاب ومنع تمويله ومجابهة الفكر الضال المؤيد له". وأوضح أن السعودية في هذا الصدد انضمت إلى جميع المعاهدات والاتفاقات الدولية والإقليمية الساعية لمحاربة الإرهاب وحظر تمويله. من ناحية أخرى، أكد الكبير أن "السلام والاستقرار لا يأتي بتكديس أسلحة الدمار الشامل أو تهديد دول الجوار أو استخدام منطق القوة والتدخل في شؤونها وإنما يأتي عن طريق التعاون وبناء الثقة بينها وترسيخ روابط التفاهم والصداقة بين شعوبها والأخذ في الاعتبار مصالح دول الجوار الحيوية ومشاغلها الأمنية". وتطرق إلى الملف النووي الإيراني موضحاً أن حق إيران في الحصول على الطاقة الذرية للاستخدامات السلمية يجب أن يكون تحت رقابة دولية كافية، وضمن المعايير الدولية المطلوبة لعدم إنتاج أسلحة نووية، مع ضرورة التأكيد على عدم تدخل إيران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة أو السعي إلى زعزعة استقرارها أو الإخلال بأمنها. وقال الكبير إن "أمن الشعوب العربية واستقرارها وتنميتها لا يمكن تحقيقه إلا بالتعاون البناء والتكامل على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية، بما في ذلك تفعيل ميثاق جامعة الدول العربية وبقية الآليات والاتفاقات التعاونية المبرمة بين الدول العربية".